الرئيس الأسد يؤدي صلاة العيد في داريا ويجول في أحيائها.. مصمّمون على استعادة كلّ منطقة من الإرهابيين
أدى الرئيس السوري بشار الاسد، صباح الاثنين، صلاة عيد الاضحى في مدينة داريا في ريف دمشق، التي سيطر عليها الجيش السوري نهاية الشهر الماضي اثر اتفاق مع المجموعات المسلحة بعد اكثر من اربع سنوات من حصاره لها.
ونقل التلفزيون السوري الصلاة من جامع سعد بن معاذ في مدينة داريا، حيث أمّ الصلاة مفتي ريف دمشق الشيخ عدنان الافيوني بحضور مفتي سوريا الشيخ بدر الدين حسون، ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء وأعضاء مجلس الشعب.
الرئيس بشار الاسد يؤدي صلاة عيد الاضحى في مدينة داريا بريف دمشق
وألقى الشيخ الافيوني خطبة العيد أكد فيها أن عيد الأضحى في هذا العام يحمل بين طياته للسوريين نور الأمل بقرب انتهاء الأزمة بواقع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وإصرار السوريين على المضي قدما في طريق المصالحة الوطنية حتى يعلم كل الناس أن الوطن كالأم لا تريد ضرر أبنائها فإذا رجعوا إلى رشدهم فتحت لهم قلبها قبل يديها.
وخاطب الرئيس الأسد قائلا “إن اختياركم للصلاة في هذا المسجد المبارك في داريا التي حملت جراح السنين له دلالات مهمة أولها أن يرى السوريون والعالم كله أجمع كيف حول الارتهان إلى الغرب وأدواته هذه المدينة العامرة بالحياة إلى خراب ودمار” معتبرا أن اختيار الصلاة في المدينة إيذان عملي بإعادة إعمارها وأنه أبلغ دليل على صدق الدولة السورية في رعاية كل شبر من هذا الوطن الغالي.
مفتي ريف دمشق الشيخ عدنان الافيوني يؤمّ المصلين
ولفت خطيب العيد إلى أن داريا تنادي كل السوريين بأنه ليس أمامكم إلا المصالحة لأنها الوسيلة الأضمن والأقل كلفة للخروج من الأزمة مبينا أن الدين والتاريخ والتجربة والمصلحة تقول إنه ليس أمام أبناء البلد الواحد إلا التصالح وتصفية الخلافات للوصول إلى حل يرضي الجميع أما أعداء الأمة الذين جاؤوا من آفاق الأرض يحملون ثقافة التكفير والتفجير فليس لهم إلا القتال والرحيل عن ارضنا الحبيبة.
وقال الافيوني “سنعيد معك يا سيادة الرئيس بناء سورية الحديثة لتعود أجمل وأقوى وأكثر حداثة وتطورا من قبل” لافتا إلى أن الحديث عن إعادة الإعمار يعني أيضا إعادة إعمار القيم والأخلاق التي تبدلت والضمائر التي فسدت وهذه مهمة العلماء والدعاة والمؤسسات الدينية والتعليمية والتربوية في وجه التشدد والتطرف والفكر التكفيري.2
وفي ختام الخطبة حيا خطيب العيد صمود الرئيس الأسد والجيش العربي السوري مترحما على أرواح الشهداء ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى والنصر لسورية.
بعدها قام الرئيس الأسد بجولة في عدد من شوارع مدينة داريا رافقه فيها كبار المسؤولي بعد أدائهم صلاة عيد الأضحى المبارك في مسجد سعد بن معاذ.
الرئيس الأسد يقوم بجولة في أحد شوارع مدينة داريا
وقال الرئيس السوري بشار الأسد في تصريح للإعلام الوطني في ختام جولته في عدد من شوارع مدينة داريا بعد أدائه صلاة العيد، إن “الدولة السورية مصمّمة على استعادة كلّ منطقة من الإرهابيين.. وإعادة الإعمار وبناء كلّ ما هدم بمعانيه البشرية والمادية.
وأضاف الأسد “نأتي اليوم إلى هنا لكي نستبدل الحرية المزيفة.. بالحرية الحقيقية التي تبدأ بإعادة الأمن والأمان، وتستمر بإعادة الإعمار، وتنتهي بالقرار الوطني المستقل”.
تجر الاشارةالى ان الحكومة السورية توصلت مع المجموعات المسلحة في مدينة داريا في 24 آب/أغسطس الى اتفاق يقضي بخروج المدنيين والمقاتلين منها، وفي اليوم التالي، أجلى الجيش السكان والمقاتلين عن المدينة المدمرة بنسبة كبيرة نتيجة القصف والمعارك طوال سنوات الحصار، تطبيقا لبنود الاتفاق، واستعاد السيطرة عليها في 27 من الشهر ذاته.
وكان الرئيس الاسد قد أدى صلاة عيد الفطر في تموز/يوليو الماضي في مدينة حمص، التي يسيطر عليها الجيش السوري باستثناء حي الوعر المحاصر.