«الدولية للمعلومات»:72 % من اللبنانيين مع استعادة العسكريين بالقوة
شهد لبنان في بداية شهر آب 2014 حدثين مهمين كسرا رتابة الأوضاع، الأول، تمثل بالاشتباكات المسلحة بين الجيش اللبناني والإرهابيين الذين اجتاحوا بلدة عرسال في خطة مسبقة للهجوم على مناطق لبنانية مجاورة كما جاء في بيانات الجيش، والحدث الثاني، تمثل بعودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري من السعودية بعد غياب عن لبنان امتدّ لأكثر من 3 سنوات.
حول هذين الموضوعين – الحدثين وتداعياتهما، وموضوع النازحين السوريين استطلعت «الدولية للمعلومات» يومي 12 و13 آب الحالي رأي عينة من اللبنانيين، وننشر في الجزء الأول، ما يتعلق بعرسال وقضية النازحين، على أن ينشر الجزء الثاني والأخير غداً، ويتعلق بعودة الحريري.
1ـ المسؤولية عما حصل في عرسال:
لم يجمع اللبنانيون على تحميل جهة واحدة مسؤولية ما حصل في عرسال وإن كانت أكثرية بسيطة بلغت 21% حملت الحكومة اللبنانية مسؤولية ما حصل، واعتبر 14% أن المسؤولية يتحملها أهالي عرسال والنسبة ذاتها حمّلت المسؤولية للمجموعات المسلحة السورية. وتقاربت النسب في تحميل المسؤولية لكل من «حزب الله» (9%)، الطبقة السياسية (8%) و«تيار المستقبل» (7%). وحمّلت نسبة 17% المسؤولية لجهات عدة كل منها بنسبة أقل من 5%، وأجاب 10% لا أعرف.
وتبعاً للطائفة، فإن أكثرية المستطلعين المسيحيين والدروز والعلويين يحمّلون المسؤولية للحكومة، بينما أكثرية 23% من المستطلعين السنة يحمّلون «حزب الله» المسؤولية وحمّلت أكثرية 29% من المستطلعين الشيعة المسؤولية للمجموعات المسلحة السورية، وفقاً لما هو مبين في الجدول رقم 1.
2ـ استعادة الأسرى: بين استخدام القوة والتفاوض
أدت المواجهات بين الجيش والمسلحين في عرسال إلى وقوع عدد من الجنود أسرى أضيفوا إلى عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي أسروا بعد مهاجمة فصيلة درك عرسال، وقد انطلقت مفاوضات بمبادرة من «هيئة العلماء المسلمين» لاستعادتهم. لكن أكثرية 72% من المستطلعين ترفض التفاوض بين الحكومة اللبنانية والمسلحين وتطالب بقيام الجيش باستخدام القوة ضد المسلحين واستعادة الأسرى، بينما يخالفهم 26% الرأي ويؤيدون التفاوض وأجاب 2% لا أعرف.
وتبعاً للطائفة، فإن أكثرية 84% من المستطلعين الموارنة و78% من المستطلعين الشيعة و75% من المستطلعين الدروز يؤيدون استخدام الجيش اللبناني القوة لاستعادة الأسرى. بينما ترتفع نسبة المؤيدين للتفاوض إلى 38% لدى كل من المستطلعين السنة، الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك وفقاً لما هو مبين في الجدول رقم 2.
3ـ بين الحكومتين اللبنانية والسورية: التفاوض
أيّدت الأكثرية الساحقة من المستطلعين (79%) التفاوض بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمواجهة وضبط الحدود بين البلدين، بينما عارضه 19% وأجاب 2% لا أعرف.
وتبعاً للطائفة، ترتفع نسبة المؤيدين للتفاوض لدى المستطلعين الشيعة (93%) والدروز (96%) والروم الأرثوذكس (85%)، وتنخفض إلى 69% لدى المستطلعين السنة و71% لدى المستطلعين الموارنة.
4ـ النزوح السوري: مع إعادتهم إلى سوريا
منذ اندلاع الحرب في سوريا في آذار 2011 بدأت أعداد كبيرة من السوريين بالنزوح إلى لبنان وسط تعاطف معظم اللبنانيين معهم. وقد زادت الأعداد بشكل كبير خلال الأشهر والسنوات اللاحقة فتبدل الموقف اللبناني وتبدل التعاطف في بعض الأحياء الى نقمة ورفض لهذا الوجود. وقد عبرت أكثرية 65% من المستطلعين عن موقفهم المطالب بإعادة فورية لجميع النازحين السوريين إلى بلادهم، بينما فضّل 20% دراسة كل حالة على حدة وإبقاء النازحين الهاربين لظروف الحرب وإعادة الآخرين. وفضّل 14% اعتماد خيار وضع النازحين ضمن مخيمات داخل الأراضي اللبنانية، وأجاب 1% لا اعرف.
والموقف تجاه هؤلاء النازحين يشهد اختلافاً تبعاً للانتماءات الطائفية. ففيما نصف المستطلعين من الطوائف الإسلامية يطالبون بإعادة النازحين الى سورية، ترتفع هذه النسبة لدى المستطلعين من الطوائف المسيحية، وفقاً لما هو مبيّن في الجدول رقم 3.
جرى الاستطلاع بواسطة الهاتف على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء في 12 و 13 آب 2014 وشمل عيّنة من 500 مستطلع تم اختيارهم من خلال لوائح المستطلعين لدى «الدولية للمعلومات». وتم توزيع العيّنة تبعاً لأحجام كل طائفة من الطوائف التي يتكون منها المجتمع اللبناني. كما اعتمد معيار الجنس (ذكور وإناث) والمعيار العمري بحيث شمل الذكور والإناث ومختلف الشرائح العمرية.
صحيفة السفير اللبنانية