الدور الفرنسي في تكليف مصطفى أديب … وردود سياسية مختلفة
كلّف رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة، بعد أن حصل على دعم غالبية النواب، إذ وافق 66 عضوا في البرلمان اللبناني من أصل 120 على تكليف أديب بتشكيل الحكومة.
وفي لبنان قوى سياسية وأحزاب تتبع للطوائف المتعددة، قد تتحالف أحيانا وقد تتناحر أحيانا أخرى، انقسمت كعادتها، فكان لكل منها رأيها حول تسمية مصطفى أديب الذي لاقى دعماً فرنسياً، لرئاسة الوزراء.
أبو دياب .. فرنسا تتعاطف مع لبنان ولكن!
وفي اتصال مباشر أجرته وكالة أنباء آسيا مع أستاذ العلاقات الدولية في باريس الدكتور خطار أبو دياب يقول، إن التسريع بعملية اختيار مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، أتى تحت ضغط فرنسي، لأنه ومنذ بداية عهد العماد ميشال عون، كانت المشاكل متواجدة في رئاسة الحكومة، اضافة الى حصول خرق للدستور من حيث الاستشارات النيابية.
ويضيف” ان تكليف أديب بترأس الحكومة أتى بطريقة مستعجلة لأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طلب وأصر على اختيار رئيس للحكومة اللبنانية قبل مجيئه الى لبنان، وأن القوى السياسية في لبنان هي التي اختارت مصطفى أديب، أما الدولة الفرنسية فباركت وأثنت على هذه الخطوة”.
ويشير أبو دياب الى أن تشكيل الحكومة واعداد البرنامج الحكومي يدخل في اطار التحدي الكبير، لأن مطالب جميع الدول التي ستساهم بدعم لبنان اضافة الى التفاوض مع صندوق النقد الدولي، تفرض وجود أخصائيين مستقلين وغير منتمين لزعيم أو لحزب، خاصة في كل من وزارات الطاقة والاتصالات والأشغال والمالية.
ويقول أن المحبة والعطف والشعارات ليست موجودة بين الدول، لأن أبعاد العلاقات الدولية تختلف تماما عن أبعاد الجمعيات الخيرية، ففي السياسة توجد المصالح، ولكن هذا لا ينفي حقيقة الشعور بالمسؤولية من فرنسا تجاه لبنان، لأن فرنسا كانت معنية بشكل مباشر بمؤتمر باريس 1 و 2 و 3 وصولا الى- سيدر.
ويضيف أبو دياب، أن البعض يربط اهتمام فرنسا بلبنان بالصراع الفرنسي-التركي في المتوسط، وأن لبنان يمكن أن يكون له قيمة اقتصادية في المستقبل، ولكن في الوقت الحالي لبنان بلد يحتاج للمساعدة وفرنسا لا يمكنها أن تكون وحدها صاحبة نفوذ، نظرا لوجود النفوذ الأمريكي والايراني والعربي في المنطقة.
ويتابع أن الصفقة الأساسية حول تسمية أديب تقع ما بين العهد ممثلا بالتيار الوطني الحر والثنائي الشيعي، وأن القوات اليوم ترفض أن تلعب اللعبة التي لعبتها سابقا في الانتخابات الرئاسية عام 2016 ، وهي تحجز لنفسها اليوم مكانا مميزا في المعارضة لأنها تمثل الانتخابات النيابية المبكرة منذ هذه اللحظة، وتحاول أن تقول” أنا لا أشبه الآخرين”وهذا قرار اتخذته القوات بملئ ارادتها، على حد قوله.
عقيص .. نحن نتمايز عن الطبقة الساسية
وفي اتصال مباشر أجرته وكالة أنباء آسيا مع النائب في القوات اللبنانية جورج عقيص يقول أن القوات بدأت تتمايز أكثر عن الطبقة السياسية الحاكمة لعدة أسباب، أهمها غياب الحلول الجدية والفعال لمعالجة المشاكل التي أوصلت لبنان الى الهاوية.
ويضيف أن الحكومة لا تتعامل بشكل جدي مع مطالب ثورة 17 تشرين التي اندلعت منذ عشرة أشهر، وأن هذه التركيبات والتأليفات لا توحي بالثقة والاطمئنان أو بوجود أية نوايا ايجابية لخلق حلول فعالة للمشاكل العضوية كترسيم الحدود، والمرافق، والكهرباء.
ويؤكد عقيص أن تداعيات انفجار المرفأ الذي وقع في الرابع من آب-أغسطس، تحتم على الدولة اللبنانية تغيير سياستها، وأن امتناع جميع نواب القوات اللبنانية عن تسمية أديب هدفه ايصال هذه الرسالة.
ويشير الى أن تسمية القوات لنواف سلام كانت تسمية رمزية ويستطرد” نحن نحترم ونقدر الدور الفرنسي الايجابي الذي ينم عن حسن نية تجاه الشعب اللبناني، ولكن اعطاء جرعات اضافية من الأوكسيجن لهذه السلطة ستنعكس بطريقة سلبية على اللبنانيين”.
ويتابع أن القوات اللبنانية، كانت تتمنى المشاركة في هذه الانتخابات، كما تتمنى المشاركة في كافة أعمال مجلس النواب، ولكن من خلال اعتصامات الثوار، ومن خلال متابعة مطالبهم، تبين أن نواف سلام هو المرشح الأساسي للثوار.
ويختم عقيص بالقول” نحن لا نتوقع أن تحرز هذه الحكومة العديد من التغييرات باستثناء استفادة لبنان من بعض الهبات والقروض المقدمة من الدول المانحة، بفضل الدور الذي لعبته فرنسا، ولكن المشكلة الأكبر التي ستبقى، هي طريقة ادارة الأمور السياسية في لبنان”.
خواجة .. نحن ندعم أديب
وفي حديث خاص أجرته وكالة أنباء آسيا مع عضو كتلة التنمية والتحرير محمود خواجة قال، إن الكتلة اختارت مصطفى أديب كرئيس مكلف وذلك لعدة أسباب أهمها المعرفة السابقة التي تجمع أديب بالكتلة بحكم منصب أديب كسفير لبنان في ألمانيا.
ويضيف أن الرئيس المكلف يتمتع بعدة صفات جيدة دفعت بأعضاء الكتلة الى تسميته دون أي تردد.
ويضيف أنه من المفترض أن تقوم الحكومة المستقبلية بعدة مشاريع واصلاحات محددة ضمن مدة زمنية، لأن الوضع العام لم يعد يحتمل أي تأخير، على حد قوله.
البعريني : أديب سيحافظ على موقع رئاسة الوزراء
وفي اتصال أجرته وكالة أنباء آسيا مع النائب في تيار المستقبل وليد البعريني يقول، إن نواب التيار توجهوا نحو تسمية مصطفى أديب لأنه يمثل الشخص المناسب في المكان والزمان المناسبين.
ويشير الى أن أديب يستطيع المحافظة على الدستور وعلى موقع رئاسة الوزراء، ودوره يكمن في انقاذ البلد وأهدافه بعيدة عن كسب المراكز والمناصب.
ويضيف البعريني أن تيار المستقبل طلب منذ اللحظة الأولى أن يكون الآداء السياسي لأديب مختلف تماما عن آداء حسان دياب، وأن ينجح في تشكيل حكومة انقاذ مؤلفة من اختصاصيين وتخلو من كافة أنواع الحجج والعراقيل.
[ad_2]