الحلف التركى الجديد ضد روسيا … الهروب الى الأمام
الجيش التركي في بعشيقة
الانعطافة الأكثر إثارة للجدل كانت في اتجاه إسرائيل. كانت العلاقات بين تركيا وإسرائيل مجمّدة منذ أحداث سفينة “مرمرة” التركية لكن فجأة بدأت تركيا وإسرائيل في تطبيع العلاقات بينهما بعد اجتماع سري تم الاتفاق فيه على خطوات تدريجية لإعادة العلاقات. هذه الخطوات بدأتها تركيا سريعاً بتحذير حركة المقاومة الإسلامية “حماس” من أي استخدام مستقبلي للأراضي التركية في مهاجمة إسرائيل .
روسيا ترسل منظومة “إس 400” إلى قاعدة حميميم
جوياً عزّز سلاح الجو الروسي قاذفاته في حميميم، فأضاف الى قاذفات “SU34” ثماني قاذفات أخرى ليصبح المجموع الكلي 12 قاذفة وسيعزّز المقاتلات الأربع من نوع “SU30” التي تشارك في العمليات الجوية بأربع مقاتلات من نوع “SU27 SM”بالإضافة الى بدء تفعيل حمل الذخائر المضادة للطائرات على متن قاذفات “SU34” العاملة في سوريا لتصبح قوة الاعتراض الجوي الروسية هناك مكونة من 20 طائرة. وبدأت قيادة العمليات الجوية الروسية في سوريا في توسيع تواجدها في المطارات السورية حيث قاربت التجهيزات فىيمطار “الشعيرات” في حمص على الاكتمال لبدء العمليات الجوية الروسية المروحية والقاذفة كما بدأت طائرات النقل والتزود بالوقود الروسية في زيارة مطار “التيفور” العسكري قرب تدمر ومطار “خلخة” في السويداء.
بحرياً شهدت الفترة الماضية عدة احتكاكات بين البحرية الروسية والبحرية التركية، فالبوارج الحربية الروسية توقفت منذ إسقاط السوخوي عن رفع العلم التركي أثناء العبور في مضيق البوسفور كما جرت العادة في ما قبل، وعبرت سفينة الإنزال التابعة لأسطول البحر الأسود “Tsezar kunikov” مضيق البوسفور وأحد أفراد طاقمها حاملاً لقاذف كتفي مضاد للصواريخ في وضع قتالي.
القاذفات الروسية تحلق من قاعدة مطار أولينيغورسك
القرار الروسي الواضح هو باستمرار دعم الجيش السوري الذي حقّق انتصارات مهمّة في عدة مناطق خصوصاً في اتجاه ريف اللاذقية الشمالي وبات أقرب الى الحدود مع تركيا الى أقرب وقت مضى. ربما تشكّل الغارة الاسرائيلية الأخيرة إحراجاً لروسيا حتى ولو كانت تتعلق بعناصر ليست على تماس مباشر مع المصالح الروسية، لكن الأكيد أن تركيا ومن يتضامن معها في حلفها الافتراضى “قطر – السعودية إسرائيل” تريد تحويل سوريا الى “أفغانستان” جديدة لروسيا التي تريد تكرار سيناريو إسقاط الفانتوم التركية عام 2012 ومقاتلة “F.100” التي أسقطتها المقاتلات العراقية في زاخو في ثمانينات القرن الماضي، فهل سيتمكن الهارب الى الأمام من تفادى فضيحة تاريخية أم سيكتب الدب الروسي الفصل الأخير في نهاية “الحقبة الأردوغانية”؟