الحق الفلسطيني لا يعود الا بالمقاومة
صحيفة كيهان العربي ـ
مهدي منصوري:
ماراثون المفاوضات بين سلطة عباس والكيان الغاصب للقدس والذي استنزف وقتا كبيرا امتد الى عقدين من الزمان وصل الى طريق مسدود بسبب التعنت الصهيوني الذي استلب الارض ولايريد ان يتخلى عنها، وبطبيعة الحال فان الكيان الغاصب قداستفاد من هذه المفاوضات في تقوية بنيته العسكرية وسرقة المزيد من الاراضي الفلسطينية بالبناء الواسع للمستوطنات وغيرها من الامتيازات الاخرى، وفي الطرف المقابل فان الخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني لانه لم يحصد من هذه المفاوضات سوى الاعتداءات المتكررة من قبل العدو الصهيوني والمزيد من الممارسات الاجرامية التي تقوم على الاعتقالات العشوائية وتغيير ديموغرافية بعض المناطق الفلسطينية وتدنيس المقدسات الاسلامية. والاهم من ذلك هو بقاؤه مسيطرا على الاراضي الفلسطينية.
وواضح ايضا ان الشعب الفلسطيني الذي يدرك جيدا ان المفاوضات لايمكن ان تعيد اليه حقوقه المغتصبة فلذلك فانه اختار الطريق الانجع الذي يمكن من خلاله ان يعيد ارضه وحقوقه بيده ومن خلال اللغة التي يفهما العدو وهي لغة المواجهة.
ولكن والذي لابد الاشارة اليه وكما هو معلوم ان المجتمع الدولي وعلى راسه واشنطن وبعض الدول الاوروبية قد وضع في اولوياته الحفاظ على ان تبقى اسرائيل آمنة ومستقرة، وبذلك قدمت ما يمكن تقديمه من اجل ذلك سواء كان على الجانب العسكري والسياسي والمادي، ولذلك نجد ان الادارات الاميركية ورغم تغيير رؤسائها فانها تعتبر نفسها ملزمة باحفاظ امن اسرائيل والعمل على احباط كل تحرك يعاكس هذه الرؤية.
وبالامس حيث حل فيه المجرم نتنياهو ضيفا على ترامب خرج عن الادارة الاميركية تصريح اثار استغراب الكثيرين الا وهو ان واشنطن لا ترى في مشروع حل الدولتين الذي اتفقت عليها الرباعية الدولية مجديا في حل الازمة الفلسطينية ولابد الذهاب الى حلول اخرى.
وقد لايكون هذا الامر مستغربا لان الفلسطينيين قد رفضوا مشروع حل الدولتين لانه يصب في صالح الكيان الصهيوني وفتح يدها في ان تضع الفلسطينيين في مربع صغير من الارض الفلسطينية يحمل عنوان الدولة الفلسطينية ويجرد من كل الامكانيات المتاحة وكما وصفته بعض الاوساط الفلسطينية ان الكيان الصهيوني الغاصب ومن خلال هذا المشروع سيتم حصر الفلسطينيين في مخيم كبير محاط بسور ويفقد كل الامكانيات التي ينبغي للدولة الحصول عليها من جيش وشرطة وتسليح وغيرها وينتظرون المساعدات التي تقدم لهم من عدوهم اللدود، ومن هنا فان هذا المشروع لم ولن يرى النور.
واللافت والذي لابد من الاشارة اليه ان الكيان الصهيوني الغاصب للقدس ومن خلاله اجراءاته التعسفية والاجرامية لايفهم سوى لغة القهر والقوة في التعامل مع ابناء الشعب الفلسطيني، ولذا فلابد ان يتعامل معه بهذه اللغة لاسترداد الحقوق، وقد اثبتت التجربة القريبة ان الكيان الغاصب هو كيان هش سرعان ما ينهار امام القوة وكما وصفه وبالدقة سيد المقاومة السيد حسن نصر الله بانه بيت العنكبوت، وقد حاول هذا الكيان تجربة قدرته العسكرية في فرض ارادته على ابناء فلسطين خاصة في غزة في عدوانين غادرين، الا انه واجه صمود وقدرة المقاومة الباسلة بحيث فرضت عليه وفي كلا العدوانين الانسحاب المذل وجر ذيول الخيبة والخسران.
واخيرا فان على ادارة ترامب ان تقرأ التاريخ وبدقة وتفهم ان الشعب الفلسطيني المقاوم الذي يقض مضاجع الصهاينة اليوم ومن خلال عملياته الفدائية لايمكن ان يقبل اية حلول تجعل منه اسيرا تحت رحمة الكيان الغاصب، وان امن هذا الكيان واستقراره لايمكن ان يتحقق ما لم تعود له حقوقه كاملة غير منقوصة وبغير ذلك فان يد المقاومة تبقى على الزناد وبكامل استعدادها لاجبار الكيان الغاصب على استعادة حقوقها مرغما.