الجيش يحقق بمعلومات امنية خطيرة…
حاول الإرهابيون، في الساعات الثماني والأربعين الماضية، رسم “خطوط حمراء” للمناطق التي يمكن للعسكريّين التحرك فيها في محيط بلدة عرسال البقاعية، وبالتحديد في جرودها، وعليه، فقد هاجموا، حاجز الجيش في وادي حميد، ثم كمنوا لمجموعة من الجنود كانوا في سيارة “هامر” عسكرية في منطقة الرهوة فوق حاجز وادي عطا، وبالتحديد في الجرد “الوسطاني” القريب من مثلث نحلة وعرسال والحدود السورية، وكأن تحرك الجيش خارج نقاط حواجزه التي تزنر عرسال ممنوع نحو الجرود.
ووضعت اعتداءات المسلحين على الجيش عرسال وأهلها مجدداً في “فوهة المدفع”، وهو ما أدى إلى نزوح مئات العائلات من اللبنانيين والنازحين السوريين، في اليومين الماضيين، مخافة وقوع جولة عسكرية جديدة.
وعلمت “السفير” أن خمسة جنود من الجيش اللبناني كانوا في دورية روتينية فوق حاجز وادي عطا، وبالتحديد في منطقة “الرهوة” في الجرد الوسطاني، عندما هوجمت سيارتهم بعد انحرافها عن خط سيرها المقرر.
وعلى الفور، قفز الجنود من “الهامر” واتخذوا مواقع قتالية، بعدما اتصلوا بمركز القيادة في المنطقة. واستمرت المواجهات إلى حين وصول سريتين من فوج التدخل في الجيش إلى “الرهوة”، حيث دارت معارك عنيفة انتهت إلى قتل وجرح عدد من المسلحين، وتدمير الجيش سيارة “الهامر” التي كان قد سيطر عليها المسلحون إثر نزول الجنود منها. وأعلنت قيادة الجيش في بيان لها عن “فقدان جندي وإصابة آخر بجروح طفيفة بعد إنقاذ العسكريين الأربعة”.
وعلمت “السفير” أن العسكريين الأربعة أخضعوا للتحقيق وتم التدقيق في الرواية التي تحدثت عن محاولة الجندي سائق “الهامر” خطف رفاقه وتسليمهم للمسلحين في الجرود، وعليه انعطف بسيارته خارج الطريق التي كانوا يسيرون بها، وهو ما تمت ملاحظته من قبل جهاز أمني في المنطقة قام بإبلاغ الجيش بما يحصل.
وتزامناً مع المواجهات، قامت مدفعية الجيش اللبناني المتمركزة في التلال الغربية لعرسال بقصف مواقع المسلحين في الجرود بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، بالإضافة إلى تعزيز نقاط تمركز الجيش في وادي حميّد والمصيدة ووادي عطا وعقبة الجرد، في حين ما زال موقع وادي الحصن خالياً من أي حاجز ثابت، لاعتبارات عسكرية.
ويعتبر وادي الحصن المعبر الأساس نحو الجرود العرسالية لناحية “عقبة المبيضا” التي تؤدي إلى الجرد الوسطاني.
وإثر مواجهات الساعات الأخيرة، عزز الجيش اللبناني قواته في عرسال بسريّتين من الفوج المجوقل، وأخريين من فوج التدخل، ما لبثت أن غادرت كلها البلدة الى مراكزها الثابتة في الجوار بعد عودة الأمور إلى ما كانت عليه.
ولم تسجل، أمس، أية تحركات علنية للمسلحين في عرسال، باستثناء ظهور باللباس العسكري من دون اسلحة ظاهرة في بعض مخيمات النازحين، وتحدث شهود عيان لـ”السفير” عن تعزيز المسلحين قواتهم وتجمعاتهم في منطقة “الجرد التحتاني” بما فيه “طاحون الهوا” فوق “تنية رأس بعلبك”، وسط مخاوف من إعادة اجتياح عرسال أو الهجوم على بعض بلدات البقاع الشمالي، الأمر الذي تسبّب بموجة نزوح جديدة.