البحرين: مطلوب حوار جامع.. وصولاً إلى مشاركة حقيقية
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
إنها البحرين، التي تشهد اليوم حراكا شعبياً وطنياً وليس كما يصوّره البعض، بأنه مواجهة بين فئتين من الشعب، فهذا الحراك يستهدف سلطة غاشمة، باعت نفسها للغرب، وشرّعت سيادتها وأبوابها وأرضها ومياهها، لإنشاء قواعد عسكرية غربية.
تتزايد في الآونة الاخيرة سلسلة الانتهاكات لحقوق الانسان، والاضطرابات التي لم تتوقف في ظل الانتشار الامني والعسكري الكثيف لقوى درع الجزيرة التي دخلت الى البحرين، ليس لتعزيز استقرار البحرين، بل لقمع إرادة شعبها ونصرةً لمليكها الذي يطرح سيادة البحرين في سوق البيع والشراء، فيؤجر العديد من موانئها لتكون قواعد أميركية تضرب سيادة البحرين وتطعن أمن المنطقة بأكملها كي تصبح البحرين جزءاً من منظومة الحماية لمصالح أميركا وسرقتها الثروة البترولية العربية.
فالنظام الجائر الذي يتربع على عرش موهوم، لا يقيم وزناً لحقوق الانسان ولا لحرياته الاساسية، فالشعب الذي يطالب بالحرية يواجَه بالبنادق والأسلحة من قبل قوات هذا النظام الذي يمنعهم حتى من ممارسة حقهم في التظاهر السلمي والتعبير عن رأيهم المكفول في المواثيق والمعاهدات الدولية، إلى جانب الاعتداء على الأطفال والنساء، وكل ذلك في ظل تدخل بعض الدول العربية المدعومة من الخارج وتحديداً من أميركا والكيان الصهيوني.
كل هذا في ظل تعالي الاصوات التي تتهم الحراك في البحرين بأنه حراك لمصلحة خارجية، على الرغم من أن عروبة البحرين واضحة لا لبس فيها، وهذا ما أكده شعبها باستفتاء على عروبته.
فالحراك الذي يقوم به شعب البحرين، هو حراك وطني ديمقراطي إصلاحي بحت، والطابع السلمي له يؤكد هذه الوطنية، والأصوات التي ارتفعت محاولةً أن تلصق بهذا الحراك الصفة المذهبية والفئوية، هي لإضعافه ومنعه من تحقيق أهدافه الوطنية، في ظل عالم متغير، يميل نحو المشاركة الشعبية في السلطة، والحياة الديمقراطية النابعة من الإرادة الشعبية.
إذاً فإن النظام البحريني سيعي عاجلاً ام آجلاً، أنه لا يمكن الوقوف في وجه الإرادة الشعبية، وبالتالي سيضطر مرغماً للدعوة إلى حوار وطني جامع، يكون هدفه أكثر من تجميل صورة النظام، وصولاً إلى مشاركة حقيقية تمثل كل أطياف الشعب البحريني.