البأس اليمني الشديد بالمرصاد… هذا ما ينتظر العدوان
موقع العهد الإخباري-
مصطفى عواضة:
يواصل العدوان السعودي المفلس أخلاقيًّا والفاشل ميدانيًّا ارتكاب المجازر الوحشيّة بحقّ مدنيين يمنيين عزّل وليس آخرها التصعيد الإجرامي الأخير المتمثّل بجرائم حرب في صعدة والحديدة، متوهمًا أنّ ممارساته الشنيعة ستُخضع الشعب اليمني أو تكسر إرادته، فيما الحقيقة التي أصبحت أكثر من ناصعة أنّه بعد سبع سنوات من الفشل السعودي بات الأخير أكثر خطرًا وتوحشًا، وأنّ اليمني تعزز موقفه الصامد في الحفاظ على سيادته وردع العدو بالقوّة، وتعزّزت قناعته أيضًا بأنّ صموده سيثمر عزةً وشموخًا.
موقف القوة الجبّار برز بسرعة على كافة المستويات رسميًّا وشعبيًّا وعسكريًّا، مؤكدًا أنّ “استهداف المنشآت المدنيّة لا يمكن أن تُخضع الشعب أو تكسر إرادته، بل ستدفعه للرد بكل وسيلة ممكنة وبكل ما أوتي من حق وقوة”، بحسب الناطق الرسمي لحركة “أنصار الله” اليمنية محمد عبدالسلام.
عسكريّا، جاء التهديد الصاعق على لسان المتحدث الرسمي للقوات المسلّحة اليمنية العميد يحي سريع ناصحًا “الشركات الأجنبية في دويلة الإمارات بالمغادرة كونهم يستثمرون في دويلة غير آمنة، وطالما حكام هذه الدويلة مستمرون في العدوان على بلدنا”.
شعبيًّا، احتشدت جموع اليمنيين في شوارع العاصمة صنعاء تنديدًا بالعدوان المستمر على الشعب اليمني وبنيته التحتيّة، مؤكدين أنّ “شعبنا صامد (..)، وسينتصر في مواجهة التصعيد العسكري لأمريكا وأدواتها”، ومشددين على اقتسام “كسرة الخبز من أجل تطوير الصناعات العسكرية وضرب المعتدين”.
رسميّا، جدّد المجلس السياسي الأعلى تأكيده للعالم أنّ “القوات المسلّحة في مقام ردع العدوان والحصار ستردّ بقوّة على كلّ المعتدين”، وأن “عويل (العدوان) سيسمعه كل العالم عندما يناله بأس اليمن”.
موقع “العهد” الإخباري توقّف عند هذه المحطّات في حديث مع الباحث اليمني الأستاذ حميد رزق، الذي أشار إلى أنّ “هذه المجازر ليست جديدة بل هي استمرار للنهج الذي يعتمد عليه التحالف السعودي الأمريكي منذ بداية الحرب عام 2015″، وبيّن أن “هذا الأسلوب هو أسلوب الصدمة والترويع الذي يهدف لإخضاع اليمنيين وترهيبهم وإجبارهم على رفع الراية والاستسلام على غرار أسلوب العدو الصهيوني في حروبه”.
وأوضح رزق أنّ “العصابات الصهيونية كانت تقتحم القرى وترتكب المجازر الجماعيّة لترهيب ما تبقّى من فلسطينيين ليهجروا أرضهم، والتحالف الأمريكي السعودي يستخدم الطيران لارتكاب المجازر لترهيب اليمنيين وإخافتهم ومحاولة إيصالهم إلى قناعة بأنّهم أضعف من أن يقفوا بوجه هذا التحالف، وبحال أرادوا “السلام” عليهم رفع الراية البيضاء والاستسلام”.
الباحث اليمني تابع مستدركًا “اليوم وبعد مرور سبع سنوات، هذا الأسلوب سقط تحت أقدام اليمنيين”، وقال “لو كان لهذه المجازر أن تحقق لهم الأهداف التي يريدونها لكانوا انتزعوها في العام الأول من العدوان، وبالتالي عودة لسيناريو قذر وقبيح، ولا دلالة له غير التأكيد على الإفلاس والفشل والهزيمة”، وأضاف “وهم لو لم يُهزموا ويفشلوا أمام الشعب اليمني لما عادوا لهذا الأسلوب من جديد، وقد ثبت لهم فشله وإخفاقه، لأنّ هذه المجازر على الصعيد الميداني والعسكري لا تضيف لهم شيئًا، فالجبهات مفتوحة ولم يتمكّن العدو من التقدّم ولن يتمكن بإذن الله”.
رزق سأل “ماذا سيكسب العدوان عسكريًا أو أمنيًا من خلال ارتكابه هكذا مجازر؟”، فـ “القوات اليمنية بات لديها القدرة أن تطال أبو ظبي والرياض، وبالتالي ماذا يحقق العدوان بارتكابه مجزرة بحق مئات السجناء في محافظة صعدة، أو بحق مدنيين في ملعب بالحديدة، أو بحق سكان أبرياء في بيوتهم في صنعاء؟”، بحسب رزق، الذي يتابع مجيبًا “لن يكسبوا شيئًا، وبالتالي هم يحاربون الوهم، ويؤكدون مجددًا أنّهم من فشلٍ إلى آخر، وهذه المجازر لا تزيد الشعب اليمني إلاّ إصرارًا وعزيمة على التصدّي لهؤلاء الشياطين، آكلي لحوم البشر وقتلة النساء والأطفال”.
أما الدليل الأبرز وليس الأخير على فشل العدو المتراكم على عتبة العام الثامن من عدوانه، قال رزق “هم فشلوا في إخضاع اليمن، والدليل على هذا عمليّة “إعصار اليمن” الأخيرة التي طالت أبو ظبي، وجُنّ جنونهم، كانوا يتوقّعون أنّ عامل الوقت سينهك اليمنيين وسيجبرهم على الإستسلام والرضوخ، لكنهم تفاجؤوا أنّ الشعب اليمني هو أصلب عودًا وأكثر تصميمًا على مواصلة معركة التحرر الوطني”.
البأس اليمني الشديد بالمرصاد… هذا ما ينتظر العدوان
الردّ اليمني سيطال الإمارات مجددًا وبشكل متواصل
وعن الواقع الجديد والمستجد في معادلة الصراع والمتمثّل باستهداف الإمارات بعد أن أصبح استهداف السعودية شبه يومي، قال رزق “يحاول العدوان الإنتقام من هذه المعادلة الجديدة أو كسرها، لكن لا يوجد لديه خيارات غير أسلوب التصعيد بقصف الأحياء والمدن والمساكن والمؤسسات وارتكاب المجازر وسط المدنيين، فعادوا لهذا الأسلوب الذي لا يمتلكون غيره ولا يمتلكون سواه كورقة للضغط، ومع ذلك ورغم أنّ تبعاتها الإنسانية كبيرة وإنّ الجرح عميق وإن الدماء غزيرة جدًا، إلا أنّها ورقة ساقطة ومفلسة، ولا خيار بيدنا سوى الصمود والمواجهة مهما كانت التضحيات والاستمرار في معركة التحرر حتى نيل الاستقلال بإذن الله.
الردّ اليمني سيطال الإمارات مجددًا، وكما تمّ تحويل السعودية إلى هدف يومي للطيران والصواريخ اليمنيّة، الإمارات هي في الطريق لأن تصبح هدفًا يوميًّا للقوّة الصاروخية وللطيران اليمني المسيّر طالما استمرت في استباحة اليمن وفي ارتكاب المجازر وسيأتيها الردّ تلو الردّ، حتى تضطر للنزول من الشجرة والاعتراف بأنّ اليمن بلد مستقل، أكّد رزق.
وأضاف الباحث اليمني “سيستمر اليمن أيضًا في مواجهة هذا العدو في الجبهات المفتوحة في مأرب وشبوة وغيرها من المناطق التي يحاول فيها العدو وأذنابه قضم الأرض واحتلال المزيد من المساحات اليمنيّة، فالخيار هو المواجهة بالتزامن مع الردّ على عواصم دول العدوان بسلاح الردع الذي بات اليمن يمتلكه بفضل الله تعالى وبجهود الأبطال في الجيش اليمني في وحدتي القوة الصاروخية والطيران المسيّر”.
المواجهة مفتوحة إلى أن يأذن الله بالنصر
واعتبر رزق أنّ المواجهة مع السعودية والإمارات لا تختزل الوجه الحقيقي للصراع، فهما أدوات، والمحرّك الأساس للعدوان على اليمن هما الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني. في المقابل، فإنّه لا يمكن أن تُفرَض على الشعب اليمني العبودية والإذلال من قبل هؤلاء، وهم بالتوكل على الله في المواجهة المفتوحة إلى أن يأذن الله بالنصر، وقد ثبت خلال السنوات السبع الماضية أنّ خيار المواجهة هو الأقلّ كلفةً، وأنّ الشعب اليمني قد تمكّن من الانتقال من خانة الدفاع إلى خانة الهجوم والردّ على دول العدوان ودفنها في عواصمها، ما يؤدي إلى إسقاط هيبتها وإلى إذاقتها من ذات الكأس التي تذيق منه اليمنيين، فمهما تصاعدت المواجهة خلال الأعوام القادمة، ونحن نتوقع أن تستمر، فاليمن بات لديه القوة على إيلام العدو وعلى إصابته وإلحاق الضرر به، وهو ليس لديه القدرة على التحمّل أكثر من قدرة اليمن على ذلك.