الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان .. بيروت: استفتاء على ’مستقبل الحريري’
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على عدة ملفات داخلية أبرزها الانتخابات البلدية والاختيارية، وتحديداً في منطقة بيروت. ورأت الصحف أن الحشد الذي يبذله “تيار المستقبل” لدعم لوائحه في الانتخابات بات اشبه باستفتاء على شعبيته في العاصمة.
كذلك تحدثت الصحف عن جلسة مجلس الوزراء أمس، والملفات التي درست خلال الجلسة، وعن ملف الإنترنت غير الشرعي والتجسس الصهيوني.
وقائع خطيرة في ملف «الإنترنت»: إسرائيل في كل بيت لبناني
بدايةً مع صحيفة “السفير” التي كتبت أنه “برغم انهماك معظم اللبنانيين باستحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، فان جلسة لجنة الاعلام والاتصالات النيابية، امس، شكلت، بما تضمنته من وقائع ورد معظمها في تقرير مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، إدانة للنظام السياسي اللبناني، ولكل منظومات الفساد والزبائنية التي لا تقيم وزنا لأمن البلد ومصالحه العليا. وهي منظومات مصالح عابرة للطوائف والمناطق، والأخطر أنها مقيمة في صلب الدولة، بكل إداراتها ووزاراتها ومؤسساتها من دون استثناء، وتستفيد من «مافيات» و«محميات» لها امتداداتها من لبنان الى روسيا والولايات المتحدة، مرورا بسوريا وتركيا وقبرص”.
واضافت “غير أن النقطة الأخطر التي تضمنها تقرير مخابرات الجيش المؤلف من 15 صفحة «فولسكاب» بعنوان «ملف الانترنت غير الشرعي»، هي المتعلقة باكتشاف معدات إسرائيلية مستوردة مباشرة من شركة «سيراغون» الاسرائيلية التي بدت بصماتها واضحة في ملف التجسس الاسرائيلي في الباروك في العام 2009، الأمر الذي يعيد طرح سؤال انكشاف البلد أمنياً أمام شركة، معظم من يتولى ادارتها هم ضباط إسرائيليون متقاعدون أمضى معظمهم خدمته العسكرية ضمن وحدات للتجسس التقني في قلب المؤسسة العسكرية الاسرائيلية”.
بلدية بيروت: استفتاء على مستقبل الحريرية؟
من جهة ثانية، قالت صحيفة “السفير” إنه “قبل ساعات من الانتخابات البلدية المرتقبة في محافظتي بيروت والبقاع، خلع الجميع قفازاته. الرئيس سعد الحريري يتنقّل، ليس من منطقة الى أخرى، بل من منزل إلى آخر في العاصمة، واعداً بأن بيروت لن تغرق في النفايات بعد اليوم، ومصراً على الانتخاب «زيّ ما هي». ذلك لم يحدث حريريا من قبل، وهو يدل على منسوب القلق، ليس على المعركة البلدية فحسب، بل ربما على مستقبل الزعامة الحريرية في العاصمة ولبنان”.
واضافت “يخوض الحريري الانتخابات وسط زوبعة من الضغوط التي تعصف رياحها من كل حدب وصوب. مكانته في السعودية لم تعد هي نفسها، لا سياسياً ولا اقتصادياً. فالتضييق المالي على «سعودي أوجيه» لا يمكن عزله عن التطور السلبي لعلاقة الحريري بالديوان الملكي من جهة وافتقار المملكة نفسها لـ «الكاش”!
وتابعت “للرياح الخارجية امتداداتها الداخلية أيضاً. يحكى الكثير عن مساع لإبراز قيادات سنية جديدة، تكسر أحادية الزعامة في الطائفة من دون أن تلغيها. حالة التململ في مؤسسات الحريري وفي صفوف «تيار المستقبل» لا تطمئن أيضاً. هنالك ما يشبه العصيان. و «زي ما هي» لم يعد شعاراً براقا بل على العكس صار الخوف من أنه «إذا بتنزلها زي ما هي بيبقى الوضع زي ما هو»، كما أورد «مستقبليون» كثر على صفحة فايسبوك”.
زحلة “عروس” الاستحقاق في المنازلة الثلاثية “البيارتة” و”بيروت مدينتي” تحدي الخرق
الى ذلك، ذكرت صحيفة “النهار” أنه “تحيي الصحافة اللبنانية اليوم ذكرى السادس من أيار باستذكار قوافل شهدائها الذين سقطوا على طريق الشهادة لرسالة الحقيقة والسيادة والاستقلال، وقت تعاني أصعب الظروف التي مرت بها في تاريخها والتي ساهم واقع ازمات لبنان المتعاقبة في زيادة تفاقمها. لكن المفارقة وضعت ذكرى شهداء الصحافة هذه السنة في موقع متزامن مع اقتراب العد العكسي لبداية استحقاق ديموقراطي يتمثل في الانتخابات البلدية والاختيارية في ما يؤمل ان يفتح باباً عريضاً واسعاً لتغيير حقيقي في المجالس والسلطات المحلية يعوض بعضا من الخلل الديموقراطي الهائل الذي ابتلي به لبنان منذ بدء أزمة الفراغ الرئاسي التي تقترب من طي سنتها الثانية في 25 أيار الجاري”.
واضافت الصحيفة أنه “عشية الجولة الاولى من الانتخابات في بيروت والبقاع، بدا لافتاً انشداد الانظار الى معركة حقيقية استنفدت الاهتمامات والتقديرات المسبقة في عاصمة البقاع زحلة في المقام الاول، فيما تشوب الانتخابات في بيروت جملة تساؤلات تتمحور على ما اذا كان سيكون متاحا تحقيق خرق في لائحة الائتلاف السياسي والحزبي العريض على يد احدى اللوائح المنافسة”.
مجلس الوزراء
في غضون ذلك، بدا ان الاستحقاق الانتخابي ادى الى ترحيل بت ملفات عدة في مجلس الوزراء بينها ملف جهاز أمن الدولة. لكن معلومات لـ”النهار” أفادت ان الجلسة العادية للمجلس أمس لم تكن معطياتها عادية خلافاً لما ورد في مقرراتها الرسمية، إذ اوضحت مصادر وزارية أن رئيس الوزراء تمام سلام اغتنم فرصة إنطلاق قطار الانتخابات البلدية والاختيارية بعد غد الاحد ليقول إنه لا بد من التعامل معه بجدية و”عقبال الاستحقاق الرئاسي المهم جداً أيضاً.
الحريري «خائف» من انتخابات العاصمة
هذا ورأت صحيفة “الأخبار” أن “الرئيس سعد الحريري خائف من الانتخابات في بيروت. يُفاجئ مقرّبون منه سامعيهم بهذه العبارة، قبل أن يضيفوا: «كان قلقاً من الانتخابات البلدية في كل لبنان». أحواله في السعودية ليست على ما يُرام، بحسب ما بات معلوماً. هو سياسياً متروك كما مالياً. هذا السبب الذي انعكس شحّاً في لبنان دفعه إلى خيار التسوية، حيث يستطيع، من البقاع إلى الشمال فإقليم الخروب، وصولاً إلى بيروت”.
واضافت “فحيث لم يتمكّن من إرساء توافق مع حلفائه أو حتى خصومه، انسحب من المعركة وأعلن الحياد (برجا، سعدنايل، جب جنين…)، إلا حيث فُرِضَت عليه فرضاً، كما في صيدا. قلقه في بيروت ناجم من عدة أمور. «لا خَيل عنده يهديها ولا مال». ومجلس بلديته الحالي، أثبت فشلاً ذريعاً في إحداث تغيير ولو طفيف في حياة سكان العاصمة المستمرين بالنزوح عنها. ولم ينجح المجلس سوى في تبديد أموال دافعي الضرائب، في صفقات عقارية حاول أن يتوّجها بصفقة الرملة البيضاء المخزية. ولم يجد الحريري «لهفة» من البيارتة، تدفعه إلى الاطمئنان إلى النتيجة”.
أحد البيارتة وزحلة وبعلبك – الهرمل… وملف النفايات يُطل مجدداً
بدورها، كتبت صحيفة “الجمهورية” أنه “مع بدء العدّ العكسي لانطلاق قطار أولى الجولات الانتخابية البلدية بعد غدٍ الأحد، ارتفعَت حماوة التحضيرات وبدأت صورة التحالفات تتّضح تباعاً بعد اكتمال عقدِ اللوائح في كلّ مِن بيروت والبقاع وبعلبك ـ الهرمل، فيما بلغَ الاستنفار الحكومي والإداري واللوجستي والأمني ذروته. وعلى وقع هذه الضجيج الانتخابي انعقد مجلس الوزراء في السراي الحكومي، في وقتٍ تابعت لجنة الإعلام والاتّصالات النيابية ملفّ الإنترنت غير الشرعي”.
مجلس وزراء
في هذه الأجواء، تحوّلت «مصائب» البلديات عند مجلس الوزراء فوائد، فانعقد على وقعِ الأجواء الصاخبة المرافقة التحضيرات للجولة الأولى من الانتخابات البلدية. وغابت عن طاولة المجلس الملفات الخلافية الكبرى، ولا سيّما منها ملف المديرية العامة لأمن الدولة.
علماً أنّ ما نوقشَ من بنود جدول الأعمال وخارجه لم يُعِره معظم الوزراء اهتماماً مطلقاً، لانسحاب الانشغالات البلدية عليهم عبر الاتصالات ومن خلال التبكير بالخروج من الجلسة التي غاب عنها وزير الداخلية لانشغاله هو أيضاً بالاستعدادات للعملية الانتخابية.