الاعتراف الصهيوني.. وعمى المتصهينين
موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
إسرائيل تعترف…
وما أكثر ما اعترفت به إسرائيل!
فهي عندما تعترف بما قامت به، فإنّها تعترف من باب محاسبة نفسها، وتقويم مسارها، والنظر في أماكن إخفاقاتها، وما أكثر هذه الإخفاقات مع وجود قوة المقاومة التي تقف لها دائماً بالمرصاد.
بعد مضي خمس عشرة سنة على عملية انصارية، والخزي والعار الذي لحق بجنودها حينها، ما زال هذا العدو يبحث ويدقّق فيما حدث، وفي ماهية الشظايا التي أصابت هؤلاء الجنود الذين هم من النخبة، وإذا بهذا العدو يكشف عن حقائق كان قادته لا يزالون يحاولون إخفاءها لسبب أو لآخر.
ولكن عندما يكون هنالك مصلحة لطرف إسرائيلي في إظهار أي معلومة، فهم يظهرونها، بغض النظر عمّا سيؤدّي إليه هذا الكشف.
اليوم تتحدّث اسرائيل، وعبر القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، عن أن العبوات الناسفة التي كان الجنود الصهاينة يقومون بنقلها في انصارية ـ هؤلاء الجنود الذين أردتهم المقاومة حينها بين قتيل ممزّق وجريح عاجز ـ هذه العبوات هي مطابقة لتلك التي تستخدم في التفجيرات في الداخل اللبناني وكل ذلك من أجل خلق بلبلة في ذلك الداخل، وزرع الفرقة والشقاق بين الأطراف اللبنانية، لأنّهم يدركون أن هنالك طرفاً لبنانياً سيلقي بالتهم على الفريق الآخر، دون أن يشكّك أو ينظر حتى إلى وجود عدو مخادع ومتربص بلبنان كإسرائيل.
والتجربة لديهم تثبت ذلك، إذ أنّهم رغم صدور تقرير “فينوغراد” المطول الذي تحدّث وفصّل في الإخفاقات الكثيرة والكبيرة في حرب لبنان الثانية كما أسموها (أي عدوان تموز 2006)، ما زال هنالك فريق لبناني يدّعي ظلماً وزوراً أن المقاومة لم تنتصر، رغم اعتراف العدو نفسه بذلك.
وهذا العدو الصهيوني يدرك تماماً أن صدور التقارير والإعترافات منه لن يؤثر في ذلك الفريق، وهو سيبقى أعمى عن كلّ ما يقولون، ولا ينظر إلى أي عدو، بل هو يستعدي ويستعدي فقط خط المقاومة.
إثباتات، أدلة دامغة، براهين، اعترافات… كل ذلك غير مرئي من قبل ذلك الفريق الأعمى القلب والبصيرة، وسابقاً سمعنا عن العملاء الذين هربّوا مثل هذه العبوات إلى لبنان وبالرغم من ذلك ما زال هذا الفريق يتعامى عن الحقائق، لأن الغلّ والحقد يعملان في صفوفه إلى درجة التدمير.
وهنا يأتي السؤال: كيف لنا أن نتعامل مع هذا الفريق؟ وهل يمكن أن يفتح عيونه يوماً على الحقيقة، أم على قلوب أقفالها؟؟!