الاحتلال ينكّل بسكان مخيم العروب
شن جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، أمس، حملة اعتقالات واسعة في مخيم العروب للاجئين شمال الخليل جنوب الضفة الغربية . وقال مصدر حقوقي إن قوات كبيرة اقتحمت المخيم وشنت حملة دهم واسعة للمنازل، اعتقلت خلالها عشرات الشبان، وأضاف أنه لم يجر حصر دقيق لأعداد المعتقلين، لكن المعلومات الأولية تفيد باعتقال ما بين 30-50 شخصاً .
وأفادت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اعتقلت محمد أبو عفيفة ومحمد عماد جوابرة وخالد جوابرة، وأطلقت سراح العشرات من الشبان والأطفال بعد ساعات من احتجازهم . وتخللت المداهمات مواجهات مع الشبان الذين رشقوا قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، فيما رد الجنود بإطلاق قنابل مسيلة للدموع وأعيرة معدنية، وقالت وسائل إعلام محلية إن اقتحام المخيم وتنفيذ حملة الاعتقالات الواسعة جاء بعد تعرض برج عسكري بمحيط المخيم لأضرار بعد استهدافه بزجاجة حارقة . وأفادت مصادر محلية وأمنية أن جيش الاحتلال اقتحم المخيم فجرا، وداهم وعبث في محتويات العديد من المنازل، وأرغم المئات على الخروج للعراء واحتجزهم من الساعة الواحدة فجرا حتى الخامسة على مدخله الرئيسي، وقال مدير المخيم عبد اللطيف أبو صفية إن عملية الاحتجاز رافقها إطلاق لقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع .
في غضون ذلك، رصد “المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان” التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، مواصلة سلطات الاحتلال انتهاكاتها في القدس المحتلة والضفة الغربية خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي، وقال إن سلطات الاحتلال واصلت عمليات التهويد المبرمجة في القدس، وتهجير سكانها الأصليين، وذكر أن الجرافات شرعت بأعمال البنى التحتية لتوسيع مستوطنة “بسغات زئيف” المقامة على أراضي بيت حنينا، لإقامة حوالي 620 وحدة استيطانية .
وتصاعدت حدة الاعتداءات “الإسرائيلية” بمناسبة الأعياد اليهودية ضد المقدسات وخاصة الحرم القدسي، الذي شهد سلسلة اقتحامات لمجموعة من الحاخامات وتنظيم حصة تدريبية على عبادات “الهيكل” المزعوم، بحماية معززة من شرطة الاحتلال ورفقة عشرات المستوطنين المتطرفين .
وأشار التقرير إلى اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على النساء والرجال المصلين في المسجد الأقصى، الأمر الذي أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 55 من المصلين، جراء إطلاق الرصاص وقنابل الغاز والصوت عليهم بشكل مباشر ومتعمد . وأوضح أن ما تسمى “سلطة الآثار” تنفذ حفريات جديدة معمّقة أسفل المسجد الأقصى، تكشّف عنها وجود نفقين جديدين، ما يشكل خطرا حقيقيا على أساسات المسجد .
كما تواصلت عمليات هدم مساكن الفلسطينيين في الأغوار وفي القدس، ووزعت إخطارات هدم لمنشآت سكنية وزراعية في “إذنا” و”الظاهرية” بمحافظة الخليل، وأغلقت طرقا زراعية في بلدة “المغير” شمال رام الله وسلمت إخطارات بإغلاق طريق وادي فوكين في بيت لحم، وأصرت نيابة الاحتلال على إخلاء سكان 8 قرى في الخليل، للاستيلاء على أراضيها لمصلحة جيش الاحتلال .
في قطاع غزة، قالت “اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار” إن استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم لليوم الرابع على التوالي يفاقم معاناة مليوني فلسطيني، وذكرت “وحدة متابعة عمل المعابر” في اللجنة في بيان، أن إغلاق المعبر تسبب في نقص شديد في المستلزمات الأساسية والوقود والمحروقات، وتردي الوضع الصعب أصلا بسبب الحصار “الإسرائيلي” .
إلى ذلك، دانت تركيا بشدة اقتحام باحة المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة، وممارسة الاحتلال العنف ضد المصلين الفلسطينيين، وأكدت الخارجية التركية في بيان حق الفلسطينيين في إقامة صلاتهم في المسجد الأقصى التي هي من حقوقهم الدينية المشروعة .
ودان الأردن اعتداء قوات الاحتلال على المصلّين في المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة، وإطلاقها الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع داخل المسجد، وعبّر وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني، في بيان عن “الاستهجان لتجاهل الحكومة “الإسرائيلية” مطالبة الأردن الصريحة بمنع دخول المتطرّفين اليهود للمسجد الأقصى، وتجنّب إثارة أعمال العنف” .