الإنسانيةُ في اليمن.. مَن يقتُلُها؟!
صحيفة المسيرة اليمنية-
أم الحسن أبو طالب:
تكثر التحديات في عالم تسيطر عليه قوى الطاغوت وتتحكم بمجريات الأحداث فيه، في زمنٍ تكالب فيه الأعداء وتخفوا خلف قناع الإنسانية والسلام وهم في الحقيقة وحوشٌ بهيئة بشر يرتدون لباس الملائكة وهم شر الخلق عند الله.
الهُــدنة المنتهية التي أنهت معَها مزاعم التحالف وقيادته في رغبتهم في إحلال السلام أَو أن لهم أية نيّة صادقه للدفع بعملية السلام لتكون حقيقة في أرض الواقع لا حبرًا على ورقٍ يسعون من خلالها لإطالة الوقت وأمد الهُــدنة لتحقيق المزيد من مصالحهم ونهب المزيد من ثروات شعبنا اليمني العظيم.
قرار الحرب على اليمن كان أمريكيًّا بامتيَاز وكذلك قرار إنهائها لن يكون إلا من واشنطن فمن غير الصواب أن نعتقد أن السعوديّة والإمارات ما زال لديهما رغبة في استمرار الحرب أَو في السير نحو التصعيد خُصُوصاً بعد الضربات الموجعة التي تلقتها سابقًا والتي جعلتها تحسب ألف حساب لأي تهديد تقدمه القيادة ولا تشك في مصداقيته أبدًا فالبأس اليماني قد أصابها حتى كادت سماءها أن تظلم من سحب الدخان فيها بفعل المسيَّرات اليمانية والصواريخ الباليستية.
جرائم مُستمرّة وتصعيد متواصل للحرب بطرق مختلفة، ويبدو أن الملف الإنساني أصبح آخر ورقة يتمسك بها التحالف لتحقيق ما عجز عن تحقيقه بآلة الحرب، فالحصار الخانق على البر والبحر والجو، وقطع رواتب الموظفين دون مراعاة لظروف الحياة القاسية التي باتت طبقة كبيرة من أبناء الشعب تعيش تحت وطأتها كلها توضح حجم معاناة كبيرة يعيشها أبناء شعبنا اليمني العظيم في ظل هذا العدوان الغاصب على مرأى ومسمع من العالم المنافق والمخادع وتثبت للجميع أن الإنسانية تقتل في اليمن على أيدي قوى الشر في العالم وأدواتها القذرة في المنطقة ومرتزِقتها الخونة في الداخل.
في النهاية قد تخسر السعوديّة وقيادة التحالف الكثير مقابل تعنتها ورفضها لصرف استحقاقات الشعب اليمني ومنحه كامل حريته وسيطرته على موانئه ومطاراته وتمكينه من ثرواته التي يتم نهبها وحرمان الشعب اليمني من فوائدها وخيراتها، فالشعب اليمني قد أعلن جهوزيته الكاملة للدفاع عن ثرواته وفرض سيادته وكسر الحصار المفروض عليه مهما كلفه الأمر وذلك قرار لا رجعة فيه، لكن ما ستخسره قيادة التحالف في انسحابها طوعًا من هذه الحرب أقل بكثير من ما ستخسره أن أجبرتها قواتنا على ذلك، فالشعب اليمني لن يقبل أن تقتل الإنسانية فيه دون أن يحرك ساكناً للدفاع عن نفسه وكرامته وسيادته والعاقبة للمتقين.