الإسلام بريء مما يفعلون
موقع إنباء الإخباري ـ
غزة ـ د. محمد أبو سمره:
لم يكن الإسلام يوما من الأيام مرتبطاً بالعنف، أو القتل والتخريب والتدمير. وكل ممارسة للعنف باسم الإسلام هي انحراف واضح في عقائد من يدعون أنهم يقتلون ويذبحون ويعذبون باسم الإسلام، مثلما حدث في الماضي، ومثلما يحدث الآن.
فلا يُعقل مثلاً أن يكون يزيد بن معاوية بن أبي سفيان يمثل الاسلام العظيم عندما قتل الإمام الحسين (عليه السلام)، ولا يُعقل أن الحجاج بن يوسف الثقفي كان يمثل الاسلام عندما استباح جنوده المدينة المنورة، وعندما قصف الكعبة المشرفة بالمنجنيق. وهكذا هو الحال فمن جاء من أباعد الأرض ليقاتل في سوريا وينتهك كل حرمات المسلمين ويقتل المسلمين، والآمنين من الأخوة المسيحيين في سوريا، وينتهك أعراضهم وحرماتهم، لا يمكن لهذا ـ مهما ادعى ـ أن يكون له علاقة بالإسلام. وكذلك حال من يضع السيارات المفخخة في شوارع مصر ومدنها وقراها ليقتل بها المجندين الغلابة، ويقتل بها المارة ويقتل بها الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز، ويدمر بها البيوت، وينتهك بها حرمات المسلمين، وكذلك الحال في لبنان والعراق والباكستان وافغانستان.
لا يمكن لهذا أبدا أن يكون له علاقة بالاسلام. إن من يفعل ذلك إما منحرف العقيدة ويسكنه (ضلال ديني عميق)، أو إنه مُستخدَم ـ بوعي أو بدون وعي ـ من أعداء الأمة وأعداء الدين الاسلامي الحنيف، لتحقيق أكثر من هدف، أولاها تشويه صورة الاسلام الحنيف، وإلهاء الأمة وإغراقها في حروب وفتن طائفية ومذهبية وعرقية ودينية وأهلية.
إنها ممارسات هدفها إضعاف الأمة واستنزاف خيراتها، والكارثة الكبرى أن دولا عربية بعينها تموّل حملات هذا الإرهاب المنظم الذي يتنقل في العديد من الدول العربية والاسلامية….
أيها الإخوة اتنبهوا: الاسلام الحق لا علاقة له أبدا بما يحدث من جرائم وارهاب يدعي القائمون بها أنهم ينفذونها باسم الاسلام. والله إنه الكفر بعينه، وكلنا يعرف الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن حرمة دماء المسلمين، وغير المسلمين من الآمنين والمستأمنين، وحرمة أعراض وأموال وممتلكات الناس عند الله، وعند النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم).