الإستخبارات الصهيونية عاجزة أمام معضلة المقاومة
شكلت إنتصارات الجيش السوري وحلفائه وكذلك قدرات حزب الله العسكرية والقتالية، إلى جانب تنامي قدرات المقاومة الفلسطينية، معضلة معقدة جدا للإستخبارات العسكرية الصهيونية جعلت أيديها مكبلة، وتعتبر هذه المعضلة بمثابة تحد كبير للجنرال تمير هيمان الذي يتسلم قريبا منصب رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية (أمان) بدلا للجنرال هيرتزي والذي تأتي الجبهة الشمالية على رأس جدول أعمال مهمته.
وبحسب تقرير لصحيفة “معاريف” الصهيونية، تأتي التوقعات الصهيونية مترابطة مع تطورات ما أسمته اليوم التالي لإنتهاء الحرب في سوريا، وعودة حزب الله لتركيز جهوده كلها على “إسرائيل”، مع ما تقول عنه التقارير صهيونية أنه انتصار واضح لمحور المقاومة، وتراكم ترسانة حزب الله العسكرية بما فيها تزويده بالصواريخ الدقيقة التي تثير قلقا متناميا في الأوساط السياسية والعسكرية في “تل أبيب”.
ووفق التقرير الصهيوني، تتعلق أبرز المعضلات في مهمة الجنرال هيمان، في قدرة المخابرات على التنبؤ بالتغيرات في واقع تختلط فيه الترتيبات والمصالح، خاصة أن الإستخبارات الصهيونية اليوم ليس لديها أي انجازات تتفاخر بها حول القدرة على التنبؤ بما سيحدث في المنطقة.
وتقول “معاريف” في تقريرها، أنه من المثير للسخرية كيف أنه في عصر النظم الذكية، والبيانات الكبيرة، والكاميرات المنتشرة في كل مكان والتكنولوجيات المستقبلية القادرة على فرز المعلومات وتحديد ذات الصلة منها، أصبح مجال التقييم أكثر تعقيدا.
ويعترف التقرير أن “الأفعال الغامضة” المنسوبة للجيش الصهيوني في سوريا أصبحت أكثر فأكثر تعقيدا، حيث أن “العدو” يزيد الخطوط الحمراء مما يعقد مهمة الاستخبارات وبالتالي فمهمة رئيس الإستخبارات العسكرية الجديد هي معرفة حدود قطاعه والفعالية التشغيلية ضمن هامش واسع يحتمل التصعيد في كل لحظة.
ويتابع التقرير، أن التحدي الرئيس بالإضافة إلى الساحة الفلسطينية المتفجرة، هو لبنان بعد الساحة السورية، ولذلك فإن الاستعدادات تشمل تحدي البقاء على جاهزية لمواجهة شاملة في الجنوب والشمال، وتقدّر ولكن بحذر أن اكتمال بناء الحاجز تحت أرضي حول غزة من شأنه أن يعيد التركيز على الجبهة الشمالية بشكل مكثف، وتقر الصحيفة أن التعامل مع الأنفاق الهجومية في الجنوب والمواجهة في الشمال في الوقت نفسه ليسا سيناريو مرغوب فيه.
وتنقل الصحيفة عن تقديرات الجيش الاسرائيلي أن حماس ستساهم في القصف الصاروخي ضد الكيان في حال اندلعت مواجهة في الشمال مع أن حزب الله ليس في عجلة لهذه المواجهة.