الأسد في درعا..دول تعيد حساباتها معنا وتبدأ المغازلة!
قناة العالم:
تغيرت الحكاية الدرعاوية من كذبة أظافر أطفال إلى حقيقة أكف حورانية مرفوعة لتحيي الجيش ، لن تفيد كل “الراحة الممسكة” في تغيير طعم مرارة الهزيمة للمسلحين، بالأمس القريب خرجت مظاهرات فتنوية يترأسها أصحاب لحى بلكنة بدوية، واليوم تغيرت الجلود وبدلت الحناجر شعاراتها لتصدح بعبارة الله محيي الجيش.
ولى “ثوار درعا” وجوههم شطر تل أبيب “الشقيقة” فيما ندبت أرواح قتلى المسلحين نفسها بعدما شربت مقلب الحور العين، فكان سدنة جهنم بانتظارهم.
بدأت الحكاية من درعا، واليوم تنتهي بها، يزحف الجيش السوري نحو ما تبقى من الريف الحوراني وما هي إلا أيام وستُعلن درعا بكاملها محررة وبعنين خضراوين، لتُطوى صفحة الجنوب.
بلدات الكرك الشرقي، والغارية الغربية والشرقية في الريف الجنوبي الشرقي لدرعا تم تسليمها للجيش، وتكررت الحكاية في بلدات طيبة وصيدا وأم المياذن ونصيب، وكانت كل من نصيب وداعل وخربة غزالة والشيخ مسكين وتل حمد والكتيبة 271 والكتيبة 49 على موعد مع لقاء جبابرة الجيش وإعلان التحرير، فيما فُتحت ثلاث معابر إنسانية لإخلاء الأهالي عبرممري خربة غزالة وداعل.
أهمية المعركة يمكن قياسها وفق تصريحات المسؤولين ومواقف الدول، لقد تزامنت المعركة مع مفاجأة باريس بتعيين السفير الحالي في إيران فرنسوا سينيمو، ممثلا شخصياً للرئيس الفرنسي في سوريا، الأمر الذي اعتبره الجميع غزلاً أرستقراطياً فرنسياً لسيدة الشرق دمشق.
أما الحلفاء فكان أبرزهم ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تدعم الرئيس السوري، بشار الأسد، لا لأنه يعجبها بل لدفاعه عن سوريا والمنطقة برمتها من الإرهاب، وهو اعتراف روسي بدور الرئيس الأسد كصمام أمان لمنطقة الشرق الأوسط برمتها ضد الإرهاب الذي قاتله جيشه.
في حين أعلنت العمامة الهاشمية السوداء بكل فرح وثقة، عن انتصار كبير وشيك في جنوب سوريا، معتبرةً أن هناك حالة انهيار وهزيمة للجماعات المسلحة في المنطقة، ودوماً عندما يتحدث الوعد الصادق يكون أمر الله مفعولاً.
على المقلب الآخر تحدثت أوساط سياسية وإعلامية صهيونية عن مخاوف لدى تل أبيب وواشنطن وعمّان، بالأمس القريب كان الكيان يهدد ويضع شروطاً، واليوم بات مع الأميركي والأمم المتحدة يتحدثون عن عودة هدنة الـ 74 وانسحاب كافة المسلحين من تلك المناطق.
كما أن اللافت في الأمر هو حديث الكيان الصهيوني عن صفقة أميركية ـ روسية حول القيادة السورية وبقائها مقابل خروج إيران من البلاد، بحسب مزاعم القناة العاشرة الإسرائيلية، وهذا مجرد بالون اختبار لمعرفة رد فعل دمشق وإيران حيال الأمر، يربتط هذا مع ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه قد يعترف بتبعية القرم لروسيا، وهذا بحد ذاته تطور كبير وهام على صعيد السياسة العالمية وقد يكون له امتداده لما يحدث في منطقتنا عموماً وفي سورياة تحديداً.
أما النظام الأردني المتوجس والمحتار في أي حضن سيجلس، فقد أعلن عدم قدرته على استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، وهو بمثابة نداء استغاثة آخر تطلقه عمّان من أجل وقف معركة الجنوب.
إذاً فإن سير المعارك بشكل ممتاز نحو نصر سوري كبير في الجنوب وتزامنها مع تصريحات لرؤساء وقادة ومسؤوليين دوليين وإقليميين يعني بأننا دخلنا مرحلة إعلان النصر الكبير، فور إعلان تحرير درعا يتوقع أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد في قلب درعا لتفقد أهلها ومبادلة ضباطه وجنوده تحية الوفاء والنصر.
وليرسل رسالة لكل من الكيان [الإسرائيلي] والنظام الأردني بأن من راهن ضد دمشق سقط، كما حدث في الـ 2006 و الـ 2003.