#الأسد: فلتدع القوى الأجنبية #سوريا وشأنها ونرتب البيت الداخلي ببضعة أشهر
وجه الرئيس السوري بشار الأسد أصابع الاتهام إلى كل من واشنطن والدول الغربية، والسعودية وقطر وتركيا، محملاً إياها المسؤولية عن إخفاق وقف إطلاق النار الأخير في سوريا، وإذ وصف الأسد الدول الخليجية الضالعة في الحرب على سوريا بـ”دمى واشنطن”، أوضح في المقابل أن روسيا جادة جدًا ومصممة على الاستمرار في محاربة الإرهابيين، في حين أن الأميركيين يبنون سياستهم على قيم مختلفة تمامًا حيث يستخدمونهم كورقة يلعبونها في لعبة سياسية لخدمة مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الدول الأخرى في العالم.
وفي مقابلة مع صحيفة بوليتكا الصربية شدد الأسد على أن الدول الغربية أرادت استخدام القناع الإنساني لإيجاد مبرر للمزيد من التدخل في سوريا سواء أكان عسكرياً أو عن طريق دعم الإرهابيين، موضحًا أن واشنطن طالما مارست الضغط لوقف إطلاق النار في توقيت يكون فيه الإرهابيون في وضع عسكري سيء ميدانيًا، حيث لا تطلب واشنطن وقفًا لإطلاق النار من أجل المدنيين أو القيم والمبادئ السامية، بل من أجل الحفاظ على ورقة الإرهاب بيدها، حسب قول الأسد.
الدعم التركي للإرهاب: أموال..إمداد بالعديد.. وتجارة بالنفط السوري المسروق مع “داعش”
أما تركيا، فهي بحسب الأسد؛ ضليعة في تغذية الإرهاب في سوريا، وبشكل مباشر من حكومتها التي سمحت بتوافد آلاف التكفيريين عبر حدودها المشتركة مع سوريا، كما كانت واشنطن ترى استخدام “داعش” لآبار نفط سوريا وحمل الصهاريج إلى تركيا، كل ذلك تحت نظر الطائرات من دون طيار الأميركية، والأقمار الصناعية.
وعن الأموال المستخدمة في تسويق هذا النفط، أوضح الأسد أن ذلك يتم بالشراكة بين “داعش” وتركيا وقال “يذهب جزء من هذا المال إلى “داعش”، وهو الذي يمكنهم من استقدام الإرهابيين ودفع رواتبهم، ولهذا السبب كان “داعش” ينمو قبل التدخل الروسي، وكان يتوسع في سوريا وفي العراق، كان جزء من المال يذهب إلى مسؤولي الحكومة التركية، وبشكل أساسي إلى أردوغان نفسه وعائلته.
الأسد: الهجوم الأميركي على قواعدنا في دير الزور ليس مصادفةً
وفيما يتعلق بقصف الجيش السوري بالقرب من المطار في دير الزور، أكد الأسد أنه كان هجومًا متعمدًا من قبل القوات الأمريكية، لأن “داعش” كان في حالة انحسار بفضل التعاون السوري- الروسي- الإيراني ضده، وكذلك “النصرة” التي كانت تتعرض للهزيمة في العديد من المناطق، لذلك أراد الأميركيون إضعاف الجيش السوري فقاموا بمهاجمته في دير الزور، ولم تكن تلك مصادفة،لأن الغارة استمرت أكثر من ساعة نفذت الطائرات خلالها اعتداءات عدة، بهدف السماح لـ “داعش” بالاستيلاء على مواقعنا، حيث قام “داعش” بمهاجمة المواقع والاستيلاء عليها مباشرة، خلال أقل من ساعة بعد ذلك الهجوم.
الرئيس السوري بشار الأسد خلال المقابلة مع الصحيفة الصربية
الغرب وظف هجوم المسلحين على الصليب الأحمر للتصويب على الجيش السوري
في سياق مختلف، أكد الرئيس السوري للصحيفة الصربية أن المسؤول عن مهاجمة قافلة الصليب الأحمر قرب حلب هي المجموعات الإرهابية في حلب، لأن لها مصلحة في ذلك، فعندما أعلنا الهدنة في حلب رفضتها تلك المجموعات، وقالوا إنهم لا يريدون هدنة ورفضوا دخول أي قوافل إلى الأحياء الشرقية من حلب، وخرج أولئك المسلحون في مظاهرة للتعبير عن رفضهم لتلك القافلة، وبالتالي فإنهم هم أصحاب المصلحة بمهاجمة تلك القافلة.
في المقابل، أوضح الرئيس الأسد أنه على الرغم من عدم وجود أية قوات سورية آنذاك في تلك المنطقة، إلا أن ضرب قافلة الصليب الأحمر استُخدم كجزء من الحملة الدعائية الغربية الموجهة ضد سوريا والتي قالت بأننا هاجمنا تلك القافلة الإنسانية.
عن الهدف الأميركي من الترويج لاستخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي؟
فيما يتعلق بالكيميائي، لفت الأسد إلى أن “الهدف من الحملات الدعائية الغربية التي أثارت هذه المشكلة و إظهار أن ثمة صورة بالأبيض والأسود.. شخص سيئ جداً ضد شخص جيد جداً.. هذا يشبه رواية جورج دبليو بوش خلال الحرب على العراق وعلى أفغانستان، حين أرادوا استخدام تلك العناوين أو تلك المصطلحات في روايتهم من أجل إثارة مشاعر الرأي العام في بلدانهم، عندها يمكن للرأي العام أن يدعمهم إذا أرادوا أن يتدخلوا، سواء مباشرة من خلال الهجمات العسكرية، أو من خلال دعم وكلائهم المتمثلين بالإرهابيين في منطقتنا”.
الإعلام الغربي لا يكترث لموت أطفالنا ودمار حضارتنا
إلى ذلك، تابع الأسد بالقول “أعلنا بالأمس أن الإرهابيين قتلوا في حلب أكثر من ثمانين من المدنيين الأبرياء خلال الأيام الثلاثة الماضية وجرحوا أكثر من ثلاثمئة، لكنك لا تقرأ شيئاً عن هؤلاء في وسائل الإعلام الرئيسية في الغرب، إنك لا ترى شيئًا عن ذلك لأن وسائل الإعلام هذه تبرز فقط بعض الصور والحوادث التي تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين فقط لاستخدامها في خدمة أجنداتها السياسية من أجل إدانة الحكومة السورية وتحميلها المسؤولية، إنهم لا يفعلون هذا لأنهم قلقون على السوريي،فهم لا يكترثون لأطفالنا بل ما يهمهم هو استخدام كل شيء في خدمة مصالحهم الخاصة.
متى تنتهي الحرب؟.. عندما تترك القوى الأجنبية سوريا لشأنها
وفي إجابته عن موعد انتهاء الحرب على سوريا، أكد الرئيس الأسد أنه عندما تترك تلك القوى الأجنبية البلاد وشأنها يمكننا حل المشكلة كسوريين خلال بضعة أشهر، لكنه أمر غير واقعي لأن واشنطن تهدف إلى تقويض موقع روسيا كقوة عظمى في العالم عبر ضرب سوريا، والسعودية كانت تبحث عن طريقة لتدمير إيران منذ سنوات، وبنظرها فإن ذلك يتحقق عبر ضرب سوريا.
لا تسامح بين الأديان في سوريا.. بل عيشٌ مشترك قائم على العلمانية
في هذا السياق لفت الرئيس الأسد إلى أن ما تتصف به سوريا ليس تسامحًا بين المسلم والمسيحي، لأن التسامح يعني القبول بما يتعارض والإرادة، لكن ما يميز سوريا هو العيش المشترك، فالمسلمون والمسيحيون عاشوا معًا في سوريا علقرون وهم مندمجون في حياتهم اليومية ولا يعيشون في أحياء منعزلة عن بعضها البعض أي الـ”غيتوهات”، مشددًا على عدم السماح بأي فصل بين الأديان والإثنيات، ولهذا السبب فإن سورية علمانية بطبيعتها وليست بحكومتها.. المجتمع السوري علماني على مر التاريخ.
الحرب رسمت للسوريين الحدود بين الوطنية والتطرف والإرهاب
كذلك أكد الرئيس الأسد أنه خلافًا لما كان سائدًا قبل الحرب، فقد بات- حسب قوله- المجتع السوري على تعدد انتماءاته يميز بين أن يكون المرء متعصباً وأن يكون متطرفًا، وبين أن يكون متطرفًا وأن يكون إرهابيًا، والثمن الباهظ علم السوريين أن الانسجام والوحدة هي السبيل الوحيد لحفظ البلاد والعباد.
في الانتخابات الرئاسية الأميركية: بالنسبة لنا كلينتون وترامب كلاهما سيء
وحول الانتخابات الرئاسية الأميركية، رأى الأسد أنه بالنسبة لسوريا، واستنادًا إلى التجربة المريرة مع المسؤولين في الإدارات الأميركية فإنهم غير صادقين، وقال “سواء كانوا عدوانيين جداً أو مسالمين جداً فإننا لا نصدقهم، الأمر يعتمد على مجموعات الضغط، وعلى نفوذ التيارات السياسية المختلفة في بلادهم بعد الانتخابات، لكن لا مؤشرات على أننا سنرى أميركا جديدة تلتزم بالقيم والأخلاق في المستقبل القريب”.