اغتيال مهندس اعادة اعمار لبنان… حسام خوش نافيس
موقع إنباء الإخباري ـ
مصعب قشمر:
عندما قدم إلى لبنان كان يعلم أنه أمام مهمة صعبة، وأن عليه بلسمة جراح المعذبين والمهجرين والمتضررين من الذين دمرت بيوتهم وذهبت أرزاقهم من جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان عام ألفين وستة.
حسام خوش نافيس، مهندس إعادة اعمار لبنان، الذي انتدبته الجمهورية الاسلامية الايرانية إلى لبنان ليكون مسؤولاً عن إعادة إعمار ما دمرته الحرب الاسرائيلية.
لم يتأخر نافيس في تلبية نداء الواجب، ومنذ أن استلم مهامه كمسؤول عن الهيئة الايرانية لإعادة الإعمار، عقب انتهاء العدوان الصهيوني بأشهر قليلة ، لم تهدأ حركته بين المناطق اللبنانية، فكل منطقة كانت تطأها قدماه كانت تشهد له مبادرته وحسه واهتمامه الدؤوب في انجاز ما هو مطلوب.
آلاف المشاريع الايرانية كان حسام خوش نافيس حاضراً فيها وساهراً على إنجازها، من بناء الجسور والمدارس، والأماكن العبادية والحدائق، والشوارع السريعة ووصل المناطق مع بعضها البعض، والمستشفيات وسيارات الاسعاف، والملاعب الرياضية ومشاريع البنى التحتية، والمكاتب العامة، فضلاً عن الهبات المتنوعة المقدمة لعدد كبير من المناطق، إضافة إلى تركيب أعمدة كهربائية على الطاقة الشمسية.
عرف عنه أنه شخصية هادئة، وعقب الانتهاء من كل مشروع أو تقديم هبة ما إلى أي منطقة كان يشكر أهالي المنطقة على قبولهم الهدية الايرانية من دون أن يمنّن الناس بما قدّمته بلاده، لأنه، وكما كل المسؤولين الايرانيين، يعتبرون أن ما يفعلونه هو واجب على إيران وليس منّة منها.
خاض حسام خوش نافيس معركة إعادة الاعمار في لبنان أمام أعين العدو الإسرائيلي الذي وقف عاجزاً أمام الهبّة الإيرانية السريعة لمحو آثار العدوان.
كانت إيران تريد أن تقدم المزيد من المساعدات الى لبنان، لكن حكومة فؤاد السنيورة آنذاك وقفت حجر عثرة أمام الرغبة الإيرانية، وهو ما أعلنه نافيس عندما قال إن حكومة السنيورة رفضت مساهمة إيران في نزع الألغام التي زرعتها اسرائيل في لبنان.
بل إن نافيس أبدى انزعاجاً من تعامل حكومة السنيورة آنذاك مع الإنجازات الايرانية، وقال إن السنيورة مارس نوعاً من التحقير تجاه إيران، وذلك عندما قال السنيورة انه لا علم له بالمشاريع التي أنجزتها إيران في لبنان، وهي التي لم تضع أية شروط مسبقة قبل تقديم المساعدات.
ومع كل ذلك، فإن حسام خوش نافيس يعتبر أن ايران لم تقدم شيئاً أمام تضحيات الشعب اللبناني، ولا يوجد أبداً ما يوازي الدم والصمود والتشريد وحفظ الوطن، وما هو الرقم الذي يمكن أن يوازي هذه التضحيات.
وأمام كل المشاريع الإيرانية في لبنان وكلفتها الباهظة، كان نافيس يرفض أن ينظر في هذه المشاريع إلى كلفتها، بل ينظر إليها من ناحية منفعتها.
أيادي الخير التي قدمها إلى اللبنانيين قابلتها أيادي الغدر في سوريا، وسقط شهيداً على أيدي المسلحين، لكن هذه الأيادي المظلمة لم تستطع أن تغتال الحلم الذي زرعه في لبنان.
رحل عن هذه الدنيا بعد أن حجز مكانة رفيعة في قلوب اللبنانيين، فحقّا على لبنان أن يقدّر ما فعله هذا الرجل لهذا الوطن.