اسرائيل تطور أنظمة صد الصواريخ لمواجهة أي طارىء
على الرغم من حالة الهدوء النسبي التي تسود حدود اسرائيل مع قطاع غزة، منذ التوصل الى تهدئة برعاية النظام المصري السابق بين تل أبيب وحركة حماس، الا أن هذه الأجواء لم تمنع الجيش الاسرائيلي من مواصلة استعداداته وتأهب وحداته المختلفة لمواجهة أي طارىء من وراء الحدود مع غزة.
وتقول دوائر اسرائيلية أنه على الرغم من حالة الهدوء التي نراها على السطح الا أن هناك عمليات اسرائيلية مستمرة ومتواصلة ضد قطاع غزة تأخذ الشكل الاستخباري في غالبيتها، من أجل احباط أية هجمات وعمليات مسلحة قد تقع ضد أهداف اسرائيلية، كما أن العمل العسكري والأمني الاسرائيلي يشمل أيضا ما هو تحت الأرض، بعد أن تم الكشف مؤخرا عن أنفاق حفرت من الجانب الفلسطيني، وامتدت أسفل السياج الحدودي وصولا الى عمق المناطق الاسرائيلية، اضافة الى استمرار التهديدات من جانب الاطراف المسلحة داخل القطاع، وان شهدت في بعض الاحيان حالة من الهدوء، مع أن الأجهزة الأمنية الاسرائيلية تتلقى العديد من التحذيرات.
وفي اطار الاستعدادات لمواجهة امكانية اندلاع موجة جديدة من المواجهة من المواجهة المسلحة مع قطاع غزة تعمل اسرائيل بأجهزتها المختلفة للاستعداد لما قد يحمله المستقبل من سيناريوهات صعبة نتيجة أية مواجهات قد تقع مع قطاع غزة، ومن بين هذه الاستعدادات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي وقيادة الجبهة الداخلية كما أفادت به وسائل الاعلام الاسرائيلية تطوير أنظمة التحذير التي تحذر الاسرائيليين من اقتراب صواريخ من المناطق التي يقطنون فيها، والهدف من تطوير هذه الأنظمة المربوطة بصافرات انذار هو زيادة الدقة ليتم اطلاق الصافرات في أضيق مساحة ممكنة، مع محاولة تقسيم المناطق الى مساحات تحذير مختلفة، وعلى سبيل المثال كما أوردت وسائل الاعلام، أنه خلال العدوان على غزة المسمى بعملية “عمود السحاب” اطلقت صافرات الانذار في القدس رغم أن القذيفة الصاروخية التي أطلقت من القطاع سقطت في “غوش عتصيون” جنوب بيت لحم، وهذه المنطقة مع القدس تقعان في دائرة تحذير واحدة، وهذا ما تحاور الجهات المختصة في الجيش الاسرائيلي تغييره وتبديله ، لتصبح عمليات التحذير واطلاق صافرات الانذار أكثر دقة، وفضل المناطق بعضها عن بعض.
وتقول تقارير اسرائيلية أن الجهات المختصة في قيادة الجبهة الداخلية تمكنت من احداث التغيير المطلوب، ففي فترة عملية “عمود السحاب” ، كانت هناك 127 منطقة تحذير في اسرائيل، ولكن، اليوم هناك 202 منطقة تحذير أي بزيادة قدرها 60% أي أن الدقة في اطلاق الصافرات التي تسمح للمواطنين في المنطقة المرشحة للاستهداف للوصول الى الملاجىء ستكون أكثر سهولة، فعلى سبيل المثال، ستصبح منطقة البحر الميت وغوش عتصيون ومعاليه ادوميم منطقة تحذير واحدة منفصلة عن القدس، وايضا منطقة مطار اللد أصبحت منطقة تحذير منفصلة عن باقي المناطق المحيطة بها، وهناك ايضا 16 موقعا استراتيجيا على امتداد البلاد من بينها قواعد عسكرية ستصبح ستة عشر موقعا منفصلا، ومن بين هذه القواعد، قاعدة سلاح البحرية في اسدود، وقاعدة بحرية في حيفا بالاضافة الى جميع قواعد سلاح الجو، كما من المتوقع أن تدخل أنظمة جديدة للتحذير الى العمل بداية العام القادم بحيث تسمح هذه الانظمة بزيادة المدة الزمنية الممنوحة للمواطنين للجواء الى الملاجىء، وهذه الانظمة الجديدة يمكنها أن تتوقع وبنسبة عالية من الدقة المنطقة المحددة التي سيقع فيها الصاروخ. فاذا كان وقوعه في منطقة غير مأهولة أو في البحر على سبيل المثال فلا داعي لاطلاق صافرات الانذار، كما سيتم أيضا ادخال أنظمة جديدة لارسال التخذيرات الى الهواتف النقالة التي يحملها المواطنون في المناطق المستهدفة.
وجاء في هذه التقارير أن عملية التطوير تشمل أيضا أنظمة القبة الفولاذية ولا تقتصر على امكانية قدوم الخطر من الجنوب، فهذا الأمر ينطبق أيضا على الحدود الشمالية، فنظام القبة الفولاذية خضع وما زال لعمليات تطوير بهدف زيادة القدرة التي يتمتع بها للكشف عن الصواريخ لحظة انطلاقها، وهذا يعني تحسين القدرة على صدها، وكشفت التقارير عن أن هذا النظام خضع خلال العام الاخير الى سلسلة من عمليات التطوير والتحسين، وأصبح النظام كما تقوم التقارير أكثر ذكاء، وشهدت الاونة الاخيرة توسيع دائرة انتشار هذه المنظومة في عدة مناطق في الجبهة الشمالية، ومن المتوقع أن تدخل الى الخدمة في الاسابيع القليلة القادمة اعداد من بطاريات صواريخ القبة الفولاذية.
المصدر: صحيفة المنار الصادرة في فلسطين عام 1948