استقالة مُدوية للحاخام الأكبر في فرنسا بعد إدانته بسرقات أدبية
صحيفة القدس الفلسطينية ـ
تونس ـ رشيد خشانة:
بعد عناد طويل أقدم كبير الأحبار في فرنسا جيل برنهايم على الاستقالة من منصبه اليوم في أعقاب فضيحة انتحال صفات أكاديمية ليست له وكشف سرقات أدبية كثيرة اقترفها. وأقر برنهايم (60 عاما) في تصريح لإذاعة “السلام” (راديو شالوم) اليهودية الفرنسية بأنه “اقتبس” صفحات كثيرة من كتب غيره وأدمجها في كتابيه “أربعين تأملا يهوديا” الذي أصدره سنة 2011 في دار النشر الباريسية “ستوك” و”الإهتمام بالآخرين أساس القانون اليهودي” الصادر سنة 2002 وكذلك في الدراسة التي كتبها عن الزواج المثلي ليبين رفض الدين اليهودي لهذا النوع من الزواج. وأثنى كثير من المثقفين الكاثوليك في فرنسا على الكتاب بوصفه “صوت أحد العقلاء”، كما ذكره بخير البابا بينوا الرابع عشر.
وكانت اعترافات برنهايم هذه لا تمثل إلا شقا واحدا من الاتهامات الموجهة إليه والمتعلق بالسرقات الأدبية، أما الشق الآخر فكان يخص انتحاله شهادات علمية لم يحصل عليها. وأقر في التصريحات نفسها بأنه لا يحمل الماجستير في الفلسفة مثلما هو مذكور في سيرته المنشورة بما فيها سيرته في قاموس Who’s Who. إلا أنه حاول التخفيف من الجريمة زاعما أنه ليس من كتب السيرة وإنما لم يُصحح ما كتبه الآخرون عنه. وزاد أن ظروفا شخصية قاسية مر فيها لدى إجراء اختبار الماجستير قبل 37 سنة من الآن، جعلته يُخفق في الحصول عليها، مما جعلها “جرحا نازفا يسعى دوما لوضع ضمادات عليه بما فيها غض الطرف عما كتب عنه في هذا الشأن”، على حد قوله.
وكان برنهايم، الذي اعتلى منصب الحاخام الأكبر في 2008، أصر على رفض الاستقالة طيلة الأسابيع الماضية، على رغم تفجر هذه الفضائح في وجهه والضغوط التي مورست عليه لكي يستقيل من منصبه. وكشف النقاد أن ما وضعه في كتابه عن الزواج المثلي مسروق من كتاب للخوري جوزيف ماري فرليند. وأفادت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن مشاعر الطائفة اليهودية في فرنسا موزعة بين الشاعرين بصدمة معنوية من قصة الحاخام برنهايم والمتعاطفين معه، من دون تحديد حجم الفريقين. ويلعب الحاخام دورا سياسيا كبيرا في فرنسا وهو على صلة وثيقة بالدولة العبرية، كما أنه المرجع الروحي لاتحاد الجمعيات اليهودية في فرنسا، الذي يشكل العامود الفقري للوبي الاسرائيلي في فرنسا.