اجراءات إسرائيلية حذرة: كيف سيكون شهر رمضان في القدس؟
موقع الخنادق:
يعد شهر رمضان موعداً دائماً للمواجهات بين كيان الاحتلال والشعب الفلسطيني، أدت غير مرة إلى معركة ابتدأتها فصائل المقاومة في قطاع غزة دفاعاً عن المقدسات. لكن هذا العام، الذي يشهد حرباً امتدت لأكثر من 4 أشهر تخللها اجتياح للقطاع وابادة جماعية لكل من فيه، ينظر إلى الشهر على أنه فتيل قد ينقل الحرب إلى مستوى آخر. تدرك الحكومة الإسرائيلية هذه الحقيقة التي لطالما حاولت التعامل معها بحذر. وهذه المرة أكثر من أي وقت مضى.
دعت حركة المقاومة الإسلامية -حماس أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل والقدس والضفة الغربية المحتلة، إلى “النفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك”. رداً على تبني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقترح الوزير المتطرف ايتمار بن غفير بتقييد الدخول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. وهذا ما اعتبرته الحركة في بيان لها “إمعان في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية التي تقودها مجموعة المستوطنين المتطرفين في حكومة الاحتلال الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني”. مشددة على ان “انتهاك حرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك يشير إلى نيّة الاحتلال تصعيد عدوانه”.
يتقاطع شهر رمضان -بعد حوالي 10 أيام- مع مواسم الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى. وهذا ما يجعل هذا الشهر هو الاثقل في السنة على الكيان عادة. في حين أن الحرب التي تلقي بأزماتها على المشهد، تجعل من الأمور أكثر صعوبة، ومن التحضيرات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تأخذ وتيرة تعتبر الأشد حساسيةً منذ الاحتلال الإسرائيلي للمسجد عام 1967، نتيجة هذه الظروف غير المسبوقة التي تمر بها فلسطين المحتلة في تاريخها.
يحل ما يسمى “عيد البوريم” في منتصف شهر رمضان، ويكسب أهميةً خاصةً لدى جماعات المعبد المتطرفة وتيار الصهيونية الدينية اليميني والتيار الكاهاني الذي يعدّ وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أحد أهم أعمدته. وبالتالي، سيكون هذا الموسم فرصة لاستعراض الأخير قوته، وتقديم صورة دعائية شعبوية انه القادر على فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد، على الرغم من أن أحد من أسلافه لم يستطع تحقيق ذلك، وبمختلف الطرق السياسية والعسكرية والأمنية على مدى عقود.
دفع التهديد بتوسيع الصراع خلال شهر رمضان المفاوضين إلى دفع إسرائيل وحماس للاتفاق بحلول الأسبوع المقبل على اتفاق يخفف الأزمة الإنسانية في غزة، ويوقف القتال ويطلق سراح الرهائن. وعلى رغم التفاؤل الذي أبداه الرئيس الأميركي جو بايدن بهدنة مرتقبة خلال الأسبوع المقبل، يبدي المفاوضين راياً أكثر تشاؤماً يعكس مدى تعقد المفاوضات والتعنت الإسرائيلي في تلبية شروط المقاومة للتوصل إلى وقف إطلاق نار.
وتشير صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها، إلى ان “البيت الأبيض يريد تجنب شن هجوم إسرائيلي في شهر رمضان يمكن أن يذكي المشاعر المعادية للولايات المتحدة والتي جعلت قواتها في الشرق الأوسط هدفاً في الأشهر الأخيرة بسبب دعم واشنطن لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، فإن إدارة بايدن، تحت ضغط من الناخبين غير الراضين عن الدعم الأمريكي للهجوم الإسرائيلي على غزة، حريصة على رؤية نهاية سريعة للخسائر المتزايدة في صفوف المدنيين في القطاع”.
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن “الولايات المتحدة تحاول إقناع الجانبين بالتوصل إلى اتفاق يوقف القتال ويطلق سراح الرهائن، لكن المفاوضين “لم يحاولوا تقريب عقارب الساعة إلى شهر رمضان. ومع ذلك، يقول الوسطاء إنهم يعتبرون بداية شهر رمضان موعدًا مهمًا للتوصل إلى اتفاق”.
وكان بن غفير قد قدم اقتراحاً بفرض قيود على دخول المسجد الأقصى حيث سيسمح لـ50 ألفاً كحد أقصى بعد أن كان الجدل حول السماح لـ150 ألفاً من الفلسطينيين. في حين أن القيود ستفرض على من تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و60 عاماً.