إن لم نعوّل عليكم، فعلى من نعوّل في قيادة الانتفاضة؟!
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
اليوم تجمعت لدينا بيانات حقلية عن جماعة الإخوان المسلمين كافية لإصدار أحكام ذات مصداقية عنهم.
لقد دوخونا بتحرك الإخوان في عام 1948 في فلسطين، وكانوا يقولون لو فتحت الحدود لهم ليحاربوا إسرائيل! وما أن استلموا السلطة التنفيذية في أرض الكنانة، حتى قام الرئيس مرسي بتهنئة صديقه العزيز بيريز!
وصحيح أن الرئيس مرسي فتح باب الجهاد، لكنه فتحه في سوريا وليس في فلسطين!
يبدو أن أصحاب القرار في حركة الإخوان لديهم حول! ثم ما تقدمه القسام وحماس من تضحيات هي تضحيات يقدمها الشعب الفلسطيني، وليس هي مجرد تضحيات الإخوان المسلمين: يقدمها الشعب الفلسطيني بملء إرادته وعن طيب خاطر غيرة على المسجد الأقصىى بيت المقدس، وليس لإن الإخوان يحثونه عليها! فالشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي لم يكن يوماً في حياته من الإخوان المسلمين، وقد كان في حماس لأنه نظر إليها كحركة تحرر فلسطينية. فلا يجوز تجيير تضحيات الشعب الفلسطيني لحركة الإخوان.
في هذا الوقت الحرج من حياة أمتنا حيث يقف الشعب الفلسطيني وقضيته على صفيح ساخن نتيجة محاولات إسرائيل الحثيثة لتهويد المسجد الأقصى، يقوم دولة الرئيس اسماعيل هنية وبحماس شديد بالحث على تعميق الانتفاضة، وهي دعوة مباركة بلا شك، لو لم تأتِ بعد دعوة المرشد العام للإخوان المسلمين بإعلان النفير العام إلى الجهاد، لكن ليس في فلسطين بل في سوريا! ألم يستطع دولة الرئيس هنية إقناع الإخوان بالأردن أن يتوجهوا إلى فلسطين أم أنهم توجهوا إلى فلسطين لكن بهم حول!
هذا دائما هو دأب الجماعة التي تطلق على نفسها الإخوان المسلمين! فعندما كان القتال في القنال على أشده عام 1954، وكانت تتفاوض الثورة بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر رحمه الله معهم، سألهم عبدالناصر رحمه الله: أيه موقفكم من الحرب في القنال؟ فكان جواب المرشد إحنا والله دعوة واسعة، إنتم في مصر هنا قد تكون مصلحتكم أن تحاربوا في القنال، ونحن نرى أن المصلحة أن نحارب في بلد آخر! وكما استنتج عبدالناصر رحمه الله فالإخوان كحزب لا يشعرون بما يشعر به شعب الكنانة، واليوم لا يشعرون بما يشعر به الشعب الفلسطيني، مجرد رفع شعارات وكأنهم قاموا بالعمل!
بالطبع أتعس من الإخوان السلطة التي يأتي صائب عريقات على الميادين ليقول بحماس شديد إن التنسيق مع الكيان الصهيوني لم يكن كما كان من قبل، ولم يقل إنه انقطع! فالعمل التجسسي لصالح الكيان الصهيوني والمعنون بالتنسيق الأمني ما زال مستمراً تنفيذا لتعهدات عباس بإجهاض أي انتفاضة! يعني ما يسمى بالسلطة الفلسطينية أتعس حالا من حماس!
الانتفاضة الفلسطينية تموج وتنمو بشكل تلقائي لكنها بدون قيادة! إذن فعلى الانتفاضة أن تفرز قيادتها إن لم تتقدم حركة الجهاد الإسلامي لقيادتها! وحركة الجهاد الإسلامي ليست بحاجة إلى دعوة في هذا المجال. وعلى قيادة الجهاد الإسلامي أن تعي إلتزاماتها الإأخلاقية تجاة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه. عليها أن تتحرك لقيادة الانتفاضة دون أي اعتبار للفصائلية. عليها مساندة وتوجيه من هم على الأرض وفي الميدان، وصبهم في بوتقة واحدة، بغض النظر عن انتمائهم الفصائلي، وقيادة هذه الانتفاضة في هذه المرحلة الجنينية لضمان ولادة سليمة ونمو صحي! وإعطائها أهدافاً مرحلية وأهدافاً بعيدة المدى دون أي اعتبارات جانبية ليس لها علاقة بأهداف نضال الشعب الفلسطيني.
إننا نعول على حركة الجهاد الإسلامي للتقدم وأخذ دور الشهيد أبي جهاد رحمه الله، لقيادة الانتفاضة المتولدة الآن في فلسطين، فإن لم نعول عليها، فعلى من نعول؟!