إمتلاك «حزب الله» للصواريخ الإستراتيجيّة تمنحه القدّرة على ضرب أهداف إستراتيجيّة حّساسة في إسرائيل
التخبط الاسرائيلي من المتغيرات والانقلابات التي شهدتها «الاجندات» الاميركية والاوروبية، والصدمة الخليجية من تغّير مسار الاحداث في سوريا، ومدى تأثر مصالح تلك القوى المنخرطة في الحرب على سوريا، على حاله، حيث يقف الكيان الصهيوني حائرا يبحث عن الخطط التي تكفل له التعايش مع ما يجري في خارطة الشرق الاوسط، في ضوء صمود رأس النظام في سوريا الرئيس بشار الاسد في الحرب الدائرة، بدعم لا محدود من محور يجمع روسيا والصين وايران .. و«حزب الله»، العدو اللدود لاسرائيل الذي ازعجتها .. بل اقلقتها مشاركته العسكرية في بعض المعارك في سوريا ..فيما عينها على خطر وصول حزب الله الى تخوم الجولان السوري المحتل الملاصق لجبهته الاساسية في الجنوب.
ومن علامات عدم التوازن في العقل الامني والعسكري الصهيوني، ما اكده رئيس الهيئة السياسية الامنية في وزارة الحرب الصهيونية الجنرال احتياط عاموس غلعاد، ان اسرائيل لن تسمح لـ «حزب الله» بالتزود بسلاح نوعي وكاسر للتوازن، قادر على الحاق الاذى بها، مشيراً في حديث للاذاعة العبرية ان «حزب الله» يحاول التعاظم والتزود بالسلاح بشكل دائم، بل ان الرئيس اللبناني (ميشال سليمان)، لا يعلم ما يدخل الى الاراضي اللبنانية من سلاح ووسائل قتالية.
اما عضو ما يسمى المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية الصهيونية وزير ما يسمى «حماية الجبهة الداخلية» غلعاد اردان، الذي رفض التعليق على الهجوم العسكري الاخير على اللاذقية في سوريا، فقال ان لاسرائيل سياسة واضحة بخصوص نقل سلاح إلى لبنان، وهي لن تسمح بنقل أسلحة نوعية الى حزب الله، ولا سيما اسلحة دفاع جوي متطورة.
وفق المنطق الاسرائيلي، ترى صحيفة «جيروزاليم بوست» الصهيونية أن إيران تواصل جهودها لإمداد حزب الله بالأسلحة المتطورة من أجل استخدامها ضد «إسرائيل»، وأضافت أن النظام السوري الذي يعتمد في بقائه على طهران ، وحزب الله لم يكن أكثر تعاوناً مما هو عليه الآن لتلبية المطالب الإيرانية من أجل نقل أو تزويد الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.ويقول تقرير اعدته، انه مع امتلاك حزب الله 80 ألف صاروخ، بعضها لديه القدرة على إصابة أي هدف في إسرائيل، تواجه تل أبيب معضلة يومية، وهي متى يجب أن تتدخل لتمنع برنامج التسلح، خطوة من شأنها أن تشعل حرباً أوسع، ومتى يجب أن تتراجع لتسمح بذلك باستمرار بناء القوة.. في المبدأ، الضربات المخفية، يقول تقرير الصحيفة، تسمح بعمل دقيق لتعطيل تدفق الأسلحة دون الانجرار إلى حرب أوسع، وإذا ما تم اتخاذ قرار بالتدخل، سيكون عندما يشعر القادة الأمنيون أن أسلحة إستراتيجية في طريقها إلى حزب الله، أسلحة من شأنها أن تسمح للحزب بالتسبب بأضرار جسيمة بالجبهة الداخلية الإسرائيلية أو الجيش في أي جولة قادمة من القتال.
وتتابع الـ «جيروزاليم بوست» .. ان أسلحة شبيهة قد تشمل صواريخ ارض- جو متطورة وصواريخ ارض- بحر وصواريخ بر- بر موجهة، بإمكانها أن تمنح حزب الله القدرة على ضرب أهداف إستراتيجية حساسة في إسرائيل وتختم الصحيفة قائلة ما هو واضح أن إيران والنظام السوري وحزب الله يعملون من أجل مساعدة بعضهم البعض، وأن جهود حزب الله لزيادة تهديده للجبهة الداخلية الإسرائيلية لا يمكن تركها طليقة إلى ما لا نهاية.
وما كشفه الموقع الاخباري الصهيوني «واللا» عن الجلسة الخاصة والسرية التي عقدها نائب وزير الخارجية الصهيوني زئيف الكين في جورجيا، مع سفراء الكيان الصهيوني المعتمدين في الدول المجاورة لايران وتحديدا مع «دول الـطوق» الخمس التي تحد ايران، لدراسة كيفية تعزيز العلاقات مع هذه الدول، بما يخدم المواجهة مع طهران وبرنامجها النووي، ومن اجل العمل على تعزيز العلاقات مع هذه الدول، بما يشمل ايضا مساعدات عسكرية واستخبارية، يشير الى مساعي اسرائيلية للبحث عن حلف لتأجيج الصراع مع ايران المنفتحة على الغرب. ويشير الى من بين المشاركين في الجلسة السفراء الاسرائيليين في اذربيجان وتركمانستان واوزباكستان، الدول الثلاث التي تحد ايران بشكل مباشر، وايضا سفيرا «اسرائيل» في كازخستان وجورجيا، الدولتان القريبتان منها، الا انهما رغم ذلك تعدان من الدول المهمة والمؤثرة في المنطقة، ويلفت الموقع الى ان الكيان استمزج اراء السفراء الصهاينة حول نظرة الدول التي يعملون فيها من مجيء الشيخ حسن روحاني رئيسا لايران، والتوجه الايراني نحو المفاوضات مع الدول العظمى في الملف النووي، وبحسب موقع «واللا»، فان اسرائيل تستخدم في الاساس البلدان المتاخمة لايران، من اجل جمع المعلومات الاستخبارية عنها، وبحسب المنشورات الاجنبية، وفي مقدمتها ما نشر في «فورين بوليسي» في شهر اذار 2012، تعتزم «اسرائيل» استخدام قواعد أنشئت في أذربيجان لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ويتوقف الموقع عند ما اسماه «الحراك» الاسرائيلي الذي يقوم به الكيان في الدول المتاخمة لايران، ليس جديدا، وهي دول توليها تل ابيب أهمية خاصة في مواجهة ايران، مع الاشارة الى ان قبل عامين افتتحت إسرائيل سفارة لها في تركمانستان وهي بلد اسلامي، وأهميته انه يحد ايران الى الشمال الشرقي منها، ويشير الموقع الى أن خلاصة التوجهات الاسرائيلية على مستوى الكيان، تحفيز هذه الدول على الاقتراب اكثر من الموقف الاسرائيلي، مقابل سلة من المساعدات العسكرية والاستخبارية، تقدمها اسرائيل، وهذه الجهود تلتقي مع جهود اخرى جرى العمل عليها في الاونة الاخيرة لدى عدد من الدول الأخرى المؤثرة، وفي مقدمتها دول أساسية في غرب أوروبا.
صحيفة الديار اللبنانية ـ
محمود زيات