إلى متى سيستمر خازوق الحصار يا فخامة الرئيس؟!
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
كثيرة هي الخوازيق التي تعرض لها الفلسطينيون في التاريخ المعاصر، فهم يمثلون البؤرة المستهدفة في أمة ضعيفة مستهدف وجودها!
بدأت الخوازيق من بداية القرن العشرين ولم تتوقف! فخازوق الجيش العربي الذي دخل فلسطين بعنوان إنقاذهم كان بقيادة جلوب، الذي يأخذ أوامره من بريطانيا مباشرة؛ فهو ضابط في الجيش البريطاني! وكان من بين قياداته الخمسين خمسة من العرب، ثلاثة منهم فقط عسكريو جيش! كان هذا الجيش هدفه تسهيل قيام الدولة العبرية، والمنجزات التي تحققت مثل معارك القدس القديمة وكفار عشيون وباب الواد كانت بمبادرات فردية وخروج عن أوامر القيادة الانجليزية للجيش، كما اعترف عبد الله التل فيما بعد!
ونحن نعيش اليوم في أجواء ذكرى ميلاد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رحمه الله، لا بد من ذكر أن الفلسطيني كان له الحق في التملك على أرض الكنانة. وعندما أتى السادات وأراد أن يحرمهم هذا الحق، لم يذهب مباشرة إلى دق الخازوق باستصدار قرار يمنع الفلسطينيين من التملك، بل أخذ مسار لفة جحا. لقد اصدر الرئيس السادات قرارا بالسماح لكل العرب بالتملك في مصر. وهو قرار لم يستفد منه الفلسطينيون ولأنه لا يشملهم، فالحق لهم سابق للقرار. وبعد فترة أصدر قراراً بمنع العرب من التملك في مصر، وقد بنيت على حملة قوامها أن العرب الذين سمحنا لهم بالتملك في مصر قد أفسدوا أخلاق المصريين! ولم يستثن القرار الفلسطينيين! هذا الاستثناء الذي سقط سهوا من قرار المنع، أسقط معه حق الفلسطينيين! يعني حق الفلسطينيين أُسـْـقـِط سهوا!
وفي عصر مبارك ازدادت الأمور سوءاً لدرجة أن ليفني أعلنت الحرب على غزة من القاهرة، القاهرة التي تحولت إلى عاصمة عرب آخر الزمان!
واليوم تقوم إسرائيل بقتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم على رؤوسهم، عائلات كاملة أبيدت تحت الأنقاض، ما يزيد عن الثلاثة آلاف قتلوا فقط في الحرب الأخيرة على قطاع غزة! ويأتي دور مصر السيسي لتحاصرهم، وبذا تشدد حصار إسرائيل لهم. إسرائيل تهدم وحصار مصر السيسي يمنعهم من إعادة البناء، جرحى العدوان الإسرائيلي يُمنعون من الخروج للعلاج، ليتحقق الهدف الإسرائيلي من استهدافهم وهو قتلهم، حصار مصر السيسي يرمي لتحقيق الأهداف الإسرائيلية! أود أن أسأل في العاصفة هدى كم من الفلسسطينيين قد مات بسبب البرد الشديد مع عدم توفر الكهرباء والوقود؟ ذنب قتل هؤلاء كله في رقبة السيسي، فهو الذي يمنع توريد أي شيء عبر معبر رفح! وهو ذنب في رقبة مصر السيسي إن لم يتحرك شعب الكنانة للوقوف ضد حصار السيسي لأهل الرباط في قطاع غزة.
ما يقوم به عباس من حصار لأهل الرباط في قطاع غزة وتمييع عملية التمويل لإعادة إعمار القطاع، يتحمل مسؤوليته السيسي، فعباس رئيس منتهي الصلاحية للسلطة، فرضه السيسي ممثلا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مؤتمر إعادة الإعمار وغيرها من الأنشطة المتعلقة بذلك.
وبدوري اسأل: إلى متى سيستمر خازوق حصار مصر السيسي لأهل الرباط في قطاع غزة؟ هل كان عبد الناصر سيقوم بحصار غزة لو كان حيا؟! وهل كان سيضغط على أهل الرباط لتتعامل مع العدو الصهيوني ومعابره؟! وهل الناصرية يا سيادة الرئيس هو أن تأخذ صورا مع أبناء الزعيم الخالد؟! أم هي مجرد زيارة قبره وقراءه الفاتحة على روحه؟! أم مجرد الإعلان عن التوجه الناصري وإن كانت الأعمال تناقض مدرسة عبدالناصر؟!