إعدام الشيخ النمر وانتحار النظام السعودي!!
موقع العالم الإخباري ـ
حكم أمهز:
النظام السعودي لا يستغل ورقة اعدام الشيخ النمر فقط بل يستغل ايضا اوراقا اخرى كورقة اعتقال من يدعي انه قائد حزب الله في السعودية احمد المغسّل (الذي اعتقل بطريقة مليشياوية مافياوية من مطار بيروت وسلم الى النظام الحاكم في السعودية)، وورقة الاف المعتقلين الاخرين في سجون ال سعود.
يطرح بالحاح السؤال اليوم، هل سيوقع الملك السعودي سلمان على اعدام اية الله الشيخ نمر باقر النمر؟
كي لا يبقى لبس لدى البعض لا بد بداية من الاشارة :
اولا: اعتقل الشيخ النمر واطلقت النار عليه فاصيب، لانه اطلق خطبا نارية طالبت بحرية الرأي والتعبير، واعطاء حق المواطنة وعدم التمييز ضد شريحة كبيرة من السعوديين، يعتبرها النظام شريحة من الدرجة الثانية وربما ادنى.
ثانيا : اكدت التقارير الحقوقية الدولية ان محاكمة الشيخ النمر غير قانونية بدليل:
1- قضيته قضية رأي وحرية تعبير كفلتها المواثيق والقوانين والشرائع الدولية الانسانية والدينية.
2- لم تستوف الشروط القانونية لجهة السماح لوكلائه بالدفاع عنه واجراء لقاءات منفردة معه.
3- القضاء السعودي غير مستقل وغير نزيه وتابع للنظام ويأتمر باوامره.
وان لم تكن محاكمته قانونية، اذن هي سياسية بامتياز.
السؤال الثاني: لماذا تصادق المحكمة العليا على قرار اعدام الشيخ النمر بعد كارثة منى، ليصبح قرار الحسم بيد الملك في التنفيذ او عدمه؟
الشيخ نمر النمر
يبدو ان النظام السعودي يحاول ان “يبتز” ايران من خلال ورقة الاعدام، للمقايضة في:
– قضية الكارثة، خاصة وان طهران تلح في معرفة مصير المفقودين وبينهم شخصيات هامة ( يمكن مراجعة مقالنا السابق تحت عنوان” مجزرة منى متعمدة؟”)
– فتح تحقيق دولي في الفاجعة.
– وضع مراسم الحج تحت اشراف الدول الاسلامية طالما ان النظام السعودي عاجز عن تأمين الحماية للحجاج، بما يؤدي سنويا وتباعا الى كوارث.
– وقف الحملة الايرانية القانونية الدولية واتهامها النظام بسوء الادارة والتعاطي مع الكارثة بتجاهل ولا مبالاة لدرجة لم تعلن معها الارقام الحقيقة للضحايا ولا عن مصير المفقودين ولا عن الاسباب الحقيقة للفاجعة.
والنظام السعودي لا يستغل ورقة اعدام الشيخ النمر فقط بل يستغل ايضا اوراقا اخرى كورقة اعتقال من يدعي انه قائد حزب الله في السعودية احمد المغسّل (الذي اعتقل بطريقة مليشياوية مافياوية من مطار بيروت وسلم الى النظام الحاكم في السعودية)، وورقة الاف المعتقلين الاخرين في سجون ال سعود .
للاسف لم تعلم الاسرة الحاكمة في الرياض ان هذه الاوراق قياسا على حجم قضايا المنطقة ضعيفة، وان كان اصحابها اكبر من المنطقة واثرهم يمتد على مستوى العالم.
فقضية امير مخدرات الكبتاغون السعودي عبد المحسن ال سعود الذي اعتقل في لبنان، كاف لتعقد صفقة به، لمعالجة الجزء الاكبر من الاوراق الموجودة بيد السعودية. ولكن هذه الصفقة ان عقدت، فحتما، لن يدخل في اطارها المفقودون في كارثة منى، ولن تدفع طهران الى التراجع عن متابعة ملف الكارثة دوليا.
قد يقول قائل ما علاقة ايران بلبنان، نقول كما علاقة السعودية به.
ان راهن السعودي على اوراقه الضعيفة ليحقق مكسبا كبيرا فهو واهم حتما. وان لم يتحقق رهانه فهل سيلجأ الى تنفيذ حكم الاعدام بالشيخ النمر؟
ان الاقدام على هذه المغامرة، سيكون انتحارا لنظام ال سعود ودق المسمار الاخير في نعش حكم هذه العائلة، فقضية الشيخ النمر ستفجر حربا طائفية ومذهبية على امتداد العالم وليس على امتداد السعودية فحسب، وان كان النظام السعودي بجشيه وشرطته وقواته واستخباراته، يستطيع اعتقال مواطن اعزل ثم يعدمه، فهو غير قادر على ضبط واعتقال مئات الملايين من انصاره المنتشرين في العالم، فالشيخ النمر بالنسبة لهؤلاء كالمفكر الاسلامي الكبير محمد باقر الصدر الذي اعدمه صدام حسين، ويرفضون مطلقا ان يعدم محمد باقر الصدر مرتين.
ان اعدم معتقل الرأي النمر، فهل يأمن ملك او امير سعودي على نفسه في العالم بعد ذلك؟ فالنمر لديه انصار وتيار وليس لديه حزب مؤطّر، والانصار والتيار لا احد يستطيع ضبطهم.
وفي تسويات المنطقة، يعرف النظام السعودي انه مركون امريكيا على الرف حاليا، تعلوه الغبار بانتظار منحه الاذن بالحركة.
فلم يؤخذ بموقفه الرافض لمشاركة ايران في فيينا بشان اللأزمة السورية، ومجبر على الاقرار ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد على رأس السلطة في دمشق، وكذلك موقفه بشأن الحديث عن المرحلة الانتقالية، وهو متروك لهزيمة وفشل حتميين في اليمن… امام هذه الهزائم السياسية والميدانية حتى على صعيد العلاقة مع مصر وباكستان وتركيا، هل سيجرأ الملك على اقرار حكم الاعدام.
ان اعدام الشيخ النمر “قد” يكون بنظر الاميركي محاولة سعوديا لتخريب مساعيه في المنطقة لبناء التسويات السارية على المستوى النووي وفيينا.
وان اقدمت الرياض على الاعدام، فسيعتبر ذلك من قبل معظم القوى الدولية تعمدا لتفجير المنطقة القابعة على فوهة بركان طائفي، بما يحرم الجميع من نعمة محاربة الارهاب (كل بحسبه)، ويؤكد المؤكد بان الرياض تقوض جهود مكافحة هذه الافة، وتعمل على ابقائها ودعمها وتمويلها ليبقى العالم كله مفخخا بالارهاب الذي ينهل من الفكر الوهابي لال سعود.
لا يمكن التعويل على قرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز المصاب بالزهايمر بحسب التقارير وما ينقل عن بعض اعضاء الاسرة الحكمة، ومن يقرر عنه هو ابنه محمد (ولي ولي العهد ووزير الدفاع والملك الفعلي للسعودية)، وان لم يتمكن العقلاء في السعودية، فان الاسرة تتداول حاليا نكتة تقول فيها…. بدأت المملكة مع محمد بن ال سعود ومحمد بن عبد الوهاب وستنتهي مع محمد بن سلمان ( ابن الملك) ومحمد بن فهد ( ولي العهد)… ولا اعتقد ان الاسرة وفيها عقلاء، ستقبل بانهاء حكم ال سعود “الايل للسقوط عاجلا ام اجلا…”.
ولكن من اتركب جريمة العدوان على اليمن قد لا يرعوي عن ارتكاب جريمة اعدام الشيخ النمر، لارواء غروره وهو الملقب في الاسرة بالجنرال الصغير المتهور، وبالصبي، وغيرهما من القاب الاستهتار الفساد.