أيها الرجل: زيّن باقتك من أجلها بزهرة الأكاسيا أكثر من غيرها
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
اسمحوا لي اليوم أن أغرّد بأجمل المصطلحات، وأن أتفنّن في اختيار الكلمات، فالمناسبة ليست عادية، ومن أتحدث عنها ليست شخصاً عادياً، ولا يمكن الحد من طموحها، ولا إلغاء دورها، فإنها القادرة على صنع التغيير، والسير بالمجتمع إلى الأفضل، أينما حلّت أثبتت أنها قدوة، في المنزل، مع العائلة، في العمل، في المجتمع، في السياسة… إلخ
بالطبع ليس صعباً معرفة عمن أتحدث، أنا أتحدث عن تلك المرأة، التي ـ وإلى جانب خدمة أسرتها ـ تقوم بتقديم خدمة كبيرة للمجتمع والبلاد، فهي لم تتوقف يوماً ولن تتوقف أبدا عما تقوم به من أجل نفسها ومن أجل المحيطين بها، فقد تحدّت كل العادات والتقاليد وأثبتت أنها رائدة.
واليوم، هناك مناسبة نستغلها في كل عام ونقف لنراجع ما تحقــق وما لم يتحقق في مسيرة المرأة للحصول على حقوقها في التعليم والصحة، في المجتمع والاقتصاد، في السياسة والحياة العامة، ويأتي يوم ذكرى المرأة العالمي هذا العام في وقت تمر فيه الأمة العربية بتغييرات، منها إيجابية ومنها سلبية، والمرأة للأسف تواجه الخطر الأكبر من هذه السلبيات، لاسيما في ظل الحديث عن زواج القاصرات واستغلال النازحات من الدول العربية التي تمر اليوم بأزمة، وظهور ما يسمى بجهاد النكاح الذي يجرّد المرأة من أبسط حقوقها بالعيش بكرامة وبالتمتع بالقدرة على اختيار شريكها، فالمرأة ليست بسلعة ولا يسمح المتاجرة بها أو تقديمها كهدية باسم الدين على الرغم من أننا جميعنا نعلم بأن ما ينفذه هؤلاء المدّعون للدين لا يمت لقيمنا الاسلامية ولا لديننا بأي صلة، فالله في كتابه الكريم حفظ حقوق المرأة، ورسول الله المصطفى عليه الصلاة والسلام أوصى بالمرأة خيراً، فكيف يفعلون ما يفعلونه ويشوّهون ديننا، فكيف سيواجهون الخالق بهذا الكفر؟
وفي هذا اليوم أجدها فرصة للتأكيد على أهمــية دور المرأة في كل جهد ومسعى لتحقيق السلام والتنمية والتقدم، ولأتوقف أمام عطائها في هذا المجتمع، إن كان في منزلها أو في عملها أو في محيطها الصغير.
وعطاء المرأة الفلسطينية واللبنانية والسورية والعراقية والمصرية، هذه المرأة المقاومة التي تقدم فلذات اكبادها شهداء من أجل الوطن ومن أجلنا.
إذاً، فقد كرس العالم يوماً عالمياً للمرأة إكراما لدورها في المجتمع، لأن المرأة من العناصر الأساسية في تكوينه، ومن أجل الاحتفال بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمرأة التي تشارك الرجل مشاركة فعالة في جميع ميادين الحياة.
وفي لمحة تاريخية عن المرأة نرى أنها استطاعت أن تثبت حضورها جنباً إلى جنب مع الرجل في نضالها ضد الاستعمار والظلم والتخلف والتبعية.
فتوقفوا أيها المسؤولين المعنيين بحفظ حقوق المرأة عن إسماعنا الخطابات الرنانة والمصطلحات الفارغة من المضمون، في ظل عدم العمل الجدي، فالمرأة مثل الجميع ما عادت تحتاج إليها، إنها تحتاج إلى التحرك الحقيقي للمدافعة عنها وإيقاف كل ما تتعرض له، لأن هذه المرأة هي التي أنجبت الأبطال والعظماء والشهداء والأنبياء وهي التي تشكل «رحم» الانسان، ومن دونها لا تكون الحياة فهي المجتمع بكامله، فلا تنسوا أبداً أنها التي تقوم بتنشئة النصف الآخر، فأقل ما يمكن تقديمه لهذه هذه المرأة هو التقدير والاحترام والعمل لحصولها على كل حقوقها.
وختاماً، من أجلك أيتها المرأة، أيتها الأمل بالغد الأفضل، ومن أجلي، سيفوح على العالم كله عطر باقات الورود التي يجب أن تقدم إلى كل امرأة على وجه البسيطة.
وإذا كنت أيها الرجل واحداً من مئات ملايين الرجال الذين سيهنئون النصف الآخر وسيقدمون باقات الورود لهذا الآخر، فزيّن باقتك بزهرة الأكاسيا أكثر من غيرها، إذ هي تعتبر الرمز شبه الرسمي لعيد المرأة…
وكل عام وأنتنّ بخير
رائع يا ميسم تنعاد عليكي وان شاء الله بتظلي تعطي كل شيء مفيد للمجتمع مش بس سياسي