أوقفوا بندر قبل أن يحرق لبنان
كان متوقعا ان ينقل رئيس المخابرات السعودية ورجل امريكا واسرائيل في المنطقة والزعيم الفعلي لعصابات القاعدة بندر بن سلطان بعضا من رجاله الفارين امام الجيش، من سوريا الى لبنان للانتقام لهزائمه وخيباته ولاثارة فتنة طائفية في لبنان، ولكن ما لم يكن متوقعا ان يتجاوز صنيعة السي اي ايه والموساد هذا، الخطوط الحمراء كما حصل يوم الثلاثاء عندما فجر انتحاريان نفسيهما امام السفارة الايرانية في بيروت وقتلا 23 شخصا وجرحا نحو مئتي اخرين.
ان تخلي اللاعبون الكبار عن فكرة تغيير النظام السوري ، واعادة النظر بدعم القتلة والمجرمين والمنحرفين الذين جمعهم بندر من مختلف اصقاع الارض ، بعد الانتصارات المتتالية للجيش السوري وبعد انكشاف حقيقة ثوار بندر !! وفشل مؤامرة الثلاثي الامريكي الصهيوني السعودي في اسقاط الحلقة الاضعف في محور المقاومة ، كما كان يعتقد هذا الثلاثي ، دفع بندر ورجاله من اكلة الاكباد ونباشي القبور والذباحين ، الى الانتقال الى لبنان ، لتصفية الحساب هذه مع المقاومة التي اذلت هذا الثلاثي على مدى ثلاثة عقود وافشلت مخططاته في المنطقة.
الرسالة التي اراد بندر ، إرسالها لاصحاب الشأن من خلال تفجيرات لبنان ومنها تفجير السفارة الايرانية ، هي ان حواضن محور المقاومة يجب ان تدفع ثمن هزائم عصابات بندر من القاعدة وشذاذ الافاق ، ولا تقف في وجهها اية خطوط حمراء ، وليحترق لبنان بما فيه وليكن ما يكون ، مادام الخطر بعيدا عن اسياده من الصهاينة والامريكان. فالرجل و وفقا لشهادات المسؤولين الامريكيين ، خدم امريكا والصهاينة اكثر مما خدمت السي اي ايه والموساد ، ويمكن للقارىء الليبيب ان يراجع الكتب والمقالات التي نشرت في امريكا واسرائيل عن هذه الشخصية التي باعت نفسها للشيطان ، الى الحد الذي كان يتندر الامريكيون ، بأن بندر كان سفيرا لامريكا في السعودية ولم يكن سفيرا للسعودية في امريكا.
اما الجهات التي تلقت الرسالة وقرأتها بدقة متناهية ، وهي المقاومة وحواضنها والاحزاب والتنظيمات الوطنية والشعب اللبناني باكمله شيعة وسنة و مسيحيين ودروز وباقي الطوائف الاخرى ، التي ايقنت وبشكل لا لبس فيه ان اي تساهل او تسامح امام داعمي وحاضنى هذه العصابات الارهابية الاجرامية ، بندر ومن يقف وراء هذا المعتوه ، هو خيانة عظمى بحق لبنان ارضا وشعبا ، فالتجارب التي عاشتها وتعيشها الشعوب والبلدان التي ابتليت بقطعان الوهابية السائبة ، خير دليل على ان هذه القطعان لاتفهم الا الاستئصال والابادة ، عبر الضرب بيد من حديد على رؤوس حاضنيها وداعيمها ، وان اي تراخي في التعامل مع هؤلاء الرعاع سيجعل لبنان يدفع ثمنا باهظا جدا من امنه واستقراره و وحدته.
ان رد الشعب اللبناني ، على رسائل بندر الدموية ، يجب ان تكون بالشكل الذي يعيد بعض ما تبقى من عقل الى الجهات التي تركت هذا المسعور ينهش بالجسد اللبناني ، متصورة ان صبر المقاومة لا حدود له ، او ان المقاومة ستأخذ بعض الاعتبارات اللبنانية والاقليمية في حسابها ولاترد على اجرام قطعان الوهابية الضالة ، كي لا تتحول لبنان الى مسلخا يصول ويجول به بندر وعصاباته.
ان الجميع بات يعرف ان ما يجري اليوم من فظاعات في سوريا والعراق وافغانستان والصومال وتونس وليبيا واليمن وباقي بلاد المسلمين هي بسبب القاعدة والفكر الوهابي المنبوذ ، الذي يستمد طاقته من دولارات البترول وفتاوى اصحاب الرؤوس المتخلفة ، وبدعم استخباراتي صهيوني استكباري ، وهي الان في طريقها لاجتياح لبنان ، وهذا الفكر كالوباء القاتل لا يميز بين من يقتل ، لذا فإن الجهة او الجهات التي يجب ان تتصدى له ، هم اللبنانيون جميعا ، وعليهم الا ينخدعوا بالفكرة المسمومة ، فكرة ان الصراع في لبنان هو بين السنة والشيعة ، فهذه المزاعم يتم ترويجها من قبل بندر و زبانيته في لبنان ، والا اين هم الشيعة في تونس او في في ليبيا او في الصومال ، حيث تفتك القاعدة الوهابية بالمسلمين السنة هناك وتذبحهم من الوريد الى الوريد ، كما ان القتال الدموي وقطع الرؤوس بين المجموعات القاعدية الوهابية في سوريا على المغانم والمناصب ليس علينا ببعيد ، لان الوهابية ببساطة ليست مذهبا اسلاميا ، فحقيقة الصراع ، وعلى خلاف ما يروج بندر و الوهابية المقيته ، هو صراع بين ابناء الامة الاصلاء من العرب والمسلمين من السنة والشيعة ، وبين المشوهين حاملي الفكر الوهابي الشاذ ، المعركة هي معركة بين وطنيين وبين عملاء ، بين مقاومة وانبطاحيين ، وليس كما تصور وسائل الاعلام السعودية والصهيونية بانه صراع بين سنة وشيعة.
سامح مظهر – موقع قناة العالم