أكبر تهديد وجودي للبوسنة منذ الحرب.. الخطاب القومي الصربي يتصاعد
موقع العهد الإخباري-
د. علي دربج*:
يحبس البوسنيون أنفاسهم هذه الأيام، فما تشهده بلادهم، من تطورات وتحركات صربية سياسية فضلًا عن تنامي النزعة القومية واستعادة مفردات فترة ما قبل الحرب التي فتكت بهم في العام 1992، تنذر بأن ثمة شيئًا مريبًا يحضّر لهم. فصور المجازر ــ التي تؤكدها المقابر الجماعية المكتشفة على مدى السنوات الاخيرة في الاراضي البوسنية، وتضم رفاتًا لأبنائهم أو أقربائهم وأبناء جلدتهم ممن قتلهم الصرب بدم بادر ـــ لم تُمحَ من ذاكرتهم بعد.
وكأن التاريخ على وشك أن يعيد نفسه، فالرعب يسكن في نفوس سكان البوسنة والهرسك، والخوف يتملّكهم، من تكرار تلك الحقبة السوداء التي حلّت بهم وقضت على الحرث والنسل في بلدهم.
أحلام إرجاع عقارب الساعة الى الوراء، لا تزال تراود بعض القادة الصرب، الذين يصرون على فتح دفاتر الماضي الملطخة صفحاتها بدماء اكثر من 8 آلاف بوسني مُعظمُهم من الرجال والشيوخ والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و77 عاما، من أبناء سربرنيتسا وحدها، في أسوأ وأفظع جريمة إبادة جماعية ــ عرفتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ــ كانت قد نفذتها وحدات من جيش جمهورية صرب البوسنة سنة 1995، بقيادة القائد العسكري السابق لجيش صرب البوسنة راتكو ملاديتش (حكمت عليه المحكمة الجنائية الدولية في العام 2007، بالسجن المؤبد بتهمة ضلوعه في عدة جرائم منها مذبحة سربرنيتسا) بمُشاركة وحدة العقارب شبه العسكرية الصربية، وذلك على مرأى ومسمع من القوات الدولية (خصوصًا الهولندية) التي لم تحرك ساكنًا، بل تواطأت عليهم وسلمتهم كالذبائح الى القادة والجنود الصرب.
فما الذي يحصل في البوسنة والهرسك؟ اليكم التفاصيل:
حاليًا، وبعد مضي أكثر من 26 عامًا على توقيع اتفاقية دايتون التي أنهت الحرب على البوسنة والهرسك، في العام 1995 برعاية أميركية، تواجه الدولة البوسنية خطر انفجار الأوضاع الأمنية فيها، مع قيام العضو الصربي البوسني (القومي المتطرف) في الرئاسة الثلاثية للبوسنة والهرسك ميلوراد دوديك، بتصعيد الخطاب الانفصالي، وهو ما دفع بالممثل السامي الجديد للمجتمع الدولي في البوسنة والهرسك كريستيان شميت، الى تحذير الأمم المتحدة مؤخرًا من “التهديد الحقيقي جدًا، بتجدد الصراع في البوسنة، حيث تمتد المخاطر إلى المنطقة الأوسع، مع انتشار أيديولوجية قومية صربية في الدولة البوسنية”.
الجدير بالذكر أن اتفاقية “دايتون” كانت قد خلقت كيانات جديدة في دولة البوسنة والهرسك أفرزتها الحرب هي: “ريبوبليكا صربسكا” و”اتحاد البوسنة والهرسك”، بالإضافة إلى 10 كانتونات أو (ولايات)، حيث يتقاسم البوشناق (المسلمون) والكروات السلطة، بالإضافة إلى إنشاء إقليم/مقاطعة برتشكو على أساس تحكيم دولي. كما جعلت رئاسة فدرالية البوسنة والهرسك جماعية تتألف من مجلسٍ ثلاثي يُمثل المكونات الثلاثة الصرب والكروات والمسلمين.
لكن مهلًا، مواقف دوديك ليست وليدة اللحظة.
منذ صعوده إلى السلطة في عام 2006 في كيان صرب البوسنة اي ما يعرف بـ “جمهورية صربسكا”، وصف دوديك مؤسسات الدولة البوسنية، بأنها نتيجة “للعنف القانوني” ضد جمهورية صربسكا، التي تشكل أقل من نصف البوسنة والهرسك بقليل.
في 14 تشرين الأول الماضي، هددّ دوديك بأنه سيشرع في إجراءات لتفكيك مؤسسات الدولة، مؤكدًا أنها فرضت ببساطة وبشكل غير صحيح من قبل الممثل السامي الجديد للمجتمع الدولي. وقد سمى على وجه التحديد، القوات المسلحة الموحدة، والشرطة، ووكالات، والمخابرات، وإدارة الضرائب بالولاية، ومحكمة الولاية والعديد من الهيئات الأخرى.
وتابع دوديك إنه إذا “تدخل” الناتو في جمهورية صربسكا ضد أفعاله، فسوف يدعو “أصدقاءه” (مما يعني ضمنيًا صربيا وروسيا) للمساعدة. وأشارت الصياغة الكلامية لدوديك، إلى أن “الناتو” لم يكن لديه الحق في أن يكون في جمهورية صربيا (وبقية البوسنة والهرسك)، وهي السلطة التي حددها اتفاق دايتون بوضوح.
الكلام العالي السقف لدوديك، وصل الى حد القول إنه “للتعامل مع القوات المسلحة (الموحدة) للبوسنة والهرسك، فإنه سيحاصر الثكنات بالطريقة التي اتبعتها قوات الدفاع الإقليمية السلوفينية مع الجيش الشعبي اليوغوسلافي في عام 1991 ، مما أجبرها على الانسحاب من دون سلاح. لكن النقطة الاهم في تصريحه هذا، ان الزعيم الصربي ذكر تاريخ 1992، اي العام الذي بدأت فيه الحرب في البوسنة والهرسك.
وهنا، لا بد من التوقف عند عبارات دوديك، والسؤال، هل هي مجرد زلة لسان، أم كانت متعمدة؟ فلنستخرج الجواب معًا.
عند التدقيق في تصريحات دوديك (الشهر الماضي) وتهديده بالانسحاب من الدولة البوسنية، نجد أنها لم تكن عبثية أو انفعالية، بل تحمل أبعادًا خطيرة، ومخطط لها بإتقان. فهي أولًا، جاءت في الذكرى الثلاثين لخطاب سلفه رادوفان كاراديتش في مجلس جمهورية البوسنة والهرسك الاشتراكية، والذي عرف باسم “خطاب الطريق السريع إلى الجحيم”، وحذر فيها كاراديتش حينها البوشناق في البلاد (الذين يُعرفون بالمسلمين) من الانقراض المحتمل إذا ما شرعوا في السعي للاستقلال عن يوغوسلافيا التي كانت تتجه الى التفكك آنذاك.
ثانيا، انها تزامنت مع خطوات لدوديك اتخذت طابع التحدي لمشاعر البوسنيين، حيث سمى مدرسة باسمه في بالي، (عاصمة كاراديتش في زمن الحرب) بالقرب من سراييفو، ولم يكتف بهذا، إذ ذهب أبعد من ذلك، حيث أتى بمجرمي حرب مدانين أكملوا عقوباتهم، وعينهم مستشارين في وظائف رسمية. من المعلوم أن كاراديتش يقضى الآن حكمًا بالسجن مدى الحياة في سجن بريطاني بتهمة الإبادة الجماعية ومجموعة من جرائم الحرب الأخرى، نتيجة لمحاكمة أجرتها محكمة دولية.
أكثر من ذلك، رفض دوديك سلطة تعيين الممثل الأعلى الدولي الجديد، السياسي الألماني كريستيان شميت ـــ وهو موقف تناغم فيه مع روسيا ــ بعدما قام الممثل السامي السابق، الدبلوماسي النمساوي فالنتين إنزكو، في نهاية فترة ولايته، بفرض تغييرات على القانون الجنائي للبوسنة والهرسك لجعل إنكار الإبادة الجماعية (سربرنيتسا) وتمجيد مجرمي الحرب أمرًا غير قانوني، وهي خطوة كان الدافع وراءها تصاعد خطاب الكراهية في السنوات الأخيرة.
غير ان دوديك وحزبه لم يقفا مكتوفي الأيدي.
الرد على هذا القرار كان سريعًا، حيث أصدرت حكومة جمهورية صربسكا قانونًا من خلال برلمان الكيان، يعلن أن جميع إجراءات الممثل السامي باطلة في جمهورية صربسكا ــ في انتهاك واضح لاتفاقية دايتون ــ ويعتبر أن “الاستخفاف” بجمهورية صربسكا أمر غير قانوني.
ليس هذا فحسب، وجه حزب دوديك رسالة شبه حربية الى البوسنيين، تمثلت بقيام قوات الأمن السريع الصربية في الأسابيع القليلة الماضية، بمناورات للشرطة في ياهورينا، وهو جبل يقع مباشرة فوق سراييفو (المدينة التي حوصرت أثناء الحرب) وفي منطقة مركونجي غراد التابعة لجمهورية صربسكا. اما ما اثار قلق المجتمع الدولي اكثر، فهو اعلانه “تشكيل جيش صرب البوسنة خلال اشهر قليلة”.
على اثر ذلك، وصف العضو الكرواتي المناهض للقومية في رئاسة البوسنة والهرسك، زيليكو كومشيتش، على الفور، التدريبات بأنها “استفزاز”، لافتا الى أنه إذا لم تدافع الجهات الفاعلة الدولية عن وحدة أراضي البوسنة والهرسك وسيادتها، فإن مؤسسات الدولة ستفعل ذلك.
وهنا يطرح السؤال نفسه، هل الاوضاع مرشحة الى المزيد من التفاقم؟ فلنحلل الامر معًا.
في الواقع، إن احتمال سوء التقدير مرتفع. من شبه المؤكد أن أي مواجهة بين جمهورية صربسكا وقوات من الدولة البوسنية أو الاتحاد (البوسني) ستكون عنيفة، حتى لو لم يكن الغرض منها أن تؤدي إلى أعمال عدائية.
ونظرًا للخطاب التحريضي المستمر للزعيم الصربي والذي يهدف إلى جعل السكان راديكاليين في صربسكا، يمكن استخدام حادث عنف عشوائيا “كدليل” مطلوب على أن الرد العسكري الرسمي له ما يبرره. وقد يكون هذا هو القصد من التصعيد.
وماذا عن دور الولايات المتحدة واوروبا الضامنتين لاتفاق السلام دايتون؟
كان التزام المجتمع الدولي بنشر مهمة عسكرية ذات مصداقية وحجم ووسائل متناسبة مع الاحتياجات والتفويض المناسب، أمرًا حاسمًا على الأرض. وهكذا توالت المهام الدولية والأوروبية لحفظ وتعزيز السلام المنبثق عن دايتون بدءًا بـ”القوات الدولية لحفظ السلام” (IFOR)، تلتها “قوة حفظ السلام” (SFOR)، وأخيرًا “قوات الاتحاد الأوروبي في البوسنة والهرسك (EUFOR).
أعطى الملحق الأول في اتفاقية دايتون، الناتو مسؤولية الحفاظ على “بيئة آمنة ومأمونة” في جميع أنحاء البوسنة والهرسك. تألفت قوة التنفيذ (IFOR) في البداية من أكثر من 54000 جندي، ثلثهم من الأمريكيين، وقد نجحت بإرساء الاستقرار.
مع الوقت نفسه، تولى الاتحاد الأوروبي، بدعم من حلف شمال الأطلسي، مهمة قوة تحقيق الاستقرار والتزامها القانوني في كانون الأول 2004. غير ان القوة سحبت بشكل جذري من عديدها اكثر من 2000 عنصر، في أوائل عام 2007، حيث كان يبلغ حينها نحو 7000، وذلك بسبب تحسن الحالة السياسية في البوسنة والهرسك، ولكن في الحقيقة، كان من أجل دعم تدهور الحالة في أفغانستان، إذ احتاجت حينها القوات الهولندية والبريطانية إلى إعادة الانتشار هناك.
ومنذ ذلك الحين، تقلصت القوة في البوسنة. لأكثر من عقد ، كانت قوة الاتحاد الأوروبي أقل من المتطلبات التشغيلية. لقد أصبح عددها الآن قرابة 700 جندي – غير قادرين على الدفاع عن قاعدتهم في بوتمير ومطار سراييفو القريب في وقت واحد – ناهيك عن فرق الاتصال والمراقبة (LOTs) المنتشرة في جميع أنحاء البوسنة والهرسك. هذه الوحدات غير القتالية، هي فعليًا رهائن في الانتظار.
علاوة على ذلك، قدرّ ثلاثة من نواب القادة الأعلى للحلفاء في أوروبا أنهم يحتاجون إلى قوة قوامها لواء، مؤلفة من حوالي 5000 جندي، للوفاء بولاية “دايتون” الرادعة على النحو الصحيح. حيث تشهد البوسنة والهرسك الآن فشلا في الردع، كان واضحًا لأكثر من عقد من الزمان. وفي حين أن هناك حاجة إلى وحدة أصغر حجمًا الآن، خصوصًا في بريتشكو لمواجهة التحدي المباشر، فقد تم الاعتراف منذ فترة طويلة بأن الردع يعاني من العجز.
لكن ما الذي يريده دوديك حقًا؟
عمليًا، يرفض زعيم الكيان الصربي البوسني صلاحيات الممثل السامي ــ المنصوص عليها في الملحق 1 من اتفاق دايتون، والتي أقرها مجلس تنفيذ السلام (PIC)، وهو الاتحاد الدولي المخصص الذي تم إنشاؤه للإشراف على دايتون ــ “باعتباره السلطة النهائية في مسرح العمليات لفرض اتفاقية سلام دايتون، والتي تضمنت سلطة فرض وإلغاء القوانين، وعزل المسؤولين لمخالفتهم الاتفاق”.
يزعم دوديك أنه يريد العودة إلى “دايتون الأصلية”، والتي من شأنها أن ترقى إلى استكمال استئصال النسيج العام الذي تم بناؤه منذ الحرب بهدف جعل الدولة تعمل، بما في ذلك محكمة الولاية (لجرائم الحرب والجريمة المنظمة / الفساد)، والقوات المسلحة، وشرطة الولاية، ومجموعة من الهيئات الحكومية الأخرى، إضافة الى الوكالة الحكومية للمعدات الطبية والأدوية. كما انه في الوقت ذاته، يدافع منذ فترة طويلة عن استقلال جمهورية صربسكا، ويعمل من أجله.
ما يثير الذهول، انه تم استرضاء تحديات دوديك السابقة منذ عام 2006، مما جعله أقوى في كل مرة، وأضعف بالتالي، مصداقية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وهل كان للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي موقف حازم وصارم، من كل هذا التطورات والاحداث؟
من الناحية السياسية، ظلت البوسنة والهرسك على هذا المسار التنازلي الانحدار لأكثر من 15 عامًا، حيث يعود مثل هذا التحدي الانفصالي الخطير في المستقبل القريب، الى أكثر من عقد من الزمان. لطالما عرّض دوديك مؤسسات الدولة للاعتداء، دون أي اعتراض يذكر من المجتمع الدولي بقيادة الاتحاد الأوروبي، باستثناء قيام الحكومة الأمريكية بفرض عقوبات على دوديك، على الأقل بسبب نشاطه المناهض لدايتون.
بالمقابل لم يحرك الاتحاد الاوروبي ساكنا حتى الآن، بالرغم من هذا الهجوم على نظام دايتون الدستوري وربما على السلام نفسه.
الانكى، أن كل ما فعله الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة (على ارض الواقع) منذ 14 تشرين الاول الفائت، هو اصدار بيانات غير رسمية دون ذكر مسؤوليتهما الرادعة. أما الأساس المنطقي لهذا الموقف الضعيف، فمرده الى التركيز والتعويل المستمر على الانتخابات و”التغيير الدستوري المحدود” ، ظاهريًا لتحسين العملية الانتخابية في تشرين الاول 2022 واحترام العديد من أحكام المحاكم، بما في ذلك خمسة أحكام للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
من هنا، نعي أن هذا تشبث بالأمل لتحقيق هذا الهدف، يمنع أيضا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من صدّ التهديدات النابعة من دوديك (حليف تشوفيتش)، والتي كانت ستشكل في السابق خطوطا حمراء مطلقة.
وعليه، وامام ما يحصل من احداث وتطورات، كان لا بد للسفير البوسني سفين الكلاج في الامم المتحدة، من ان يقرع جرس الانذار للمجتمع الدولي، وينبهه خلال جلسة لمجلس الامن في 3 تشرين الثاني الجاري، من أن “البوسنة والهرسك تواجه حاليا أكبر تهديد وجودي في فترة ما بعد الحرب”.
مخاوف الكلاج، تقاطعت ايضا، مع الرسالة التاريخية المفتوحة التي وقعها مؤخرا 12 منظمة، و33 فردا من المجتمعات الألبانية ــ الأمريكية والبوسنية ــ الأمريكية والجبل الأسود ـــ الأمريكية، وناشدوا فيها لجان الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي وإدارة بايدن، للعمل من أجل السلام والتقدم الآن من خلال الرد بحزم على التهديدات المتجددة للنظام الصربي الحالي لأمن غرب البلقان”. وقالوا “يتعرض استقلال البوسنة والهرسك وكوسوفو والجبل الأسود وسيادتها وسلامة أراضيها لتهديد مباشر من نظام انتقامي في صربيا، وهو نظام يهدد بالمثل التزامات الولايات المتحدة بالسلام والاستقرار في جنوب شرق أوروبا”.
في المحصلة، إن عدم وجود التزام ملموس ومباشر بقبول بلدان غرب البلقان كأعضاء في الاتحاد الأوروبي شجع صربيا على القيام بعدوان متجدد في المنطقة، وسهل النفوذ الاقتصادي والعسكري المتزايد والماكر لروسيا والصين.
وفقًا لمركز أتلانتيك كاونسل البحثي فإن “تلك الاتجاهات السلبية تغذيها قوى من خارج المنطقة، وفي مقدمتها روسيا، التي على الرغم من أنها ليست طرفًا رئيسيًّا في صنع القرار في المنطقة، فإنها تتصرف بشكل انتهازي من خلال زرع انعدام الثقة بين الجهات الفاعلة المحلية، وتشجيع السياسيين الانفصاليين وتقديم الدعم لهم ورشوتهم، وتوسيع علاقاتها معهم عبر الاستثمار في مجالات الطاقة والأمن، من خلال تسليح وتدريب القوات شبه العسكرية في الكيان الصربي-البوسني، وتوسيع نشاطاتها الاستخباراتية، واستغلال الفضاء السيبراني لبث كل ما من شأنه تضليل الرأي العام وتعطيل تقدُّم البوسنة والهرسك نحو عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو”.
وبناء على ذلك، هل سيتحرك المتجمع الدولي ويتدارك كارثة أخرى في البوسنة والهرسك، أم ستبقى صندوق بريد توجه روسيا من خلاله رسائلها الى اميركا والاتحاد الاوروبي ردا على اللعب بحديقتها الخلفية اوكرانيا؟ هذا ما ستخبرنا عنه الايام القادمة.
*باحث ومحاضر جامعي