أصوات الفتنة تُطلُّ مجدداً من صيدا
صحيفة البناء اللبنانية:
في وقت تتكثّف الجهود والاتصالات لمعالجة أزمة قانون الانتخابات وملف سلسلة الرتب والرواتب على خلفية تصعيد هيئة التنسيق النقابية لتحرّكها في الشارع، بالتزامن مع الإضراب المفتوح، يترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عند التاسعة من صباح اليوم اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع، يسبق جلسة مجلس الوزراء المقرّرة بعد الظهر للبحث في المستجدات الأمنية على الصّعد كافة.
وكانت أصابع الفتنة عادت لتُطل من صيدا مجدّداً عبر الدعوات المذهبية والفتنوية التي أطلقها أحمد الأسير، ومحاولاته ضرب الاستقرار والأمن هناك من دون ظهور مؤشرات جديّة من قبل الدولة لاتخاذ القرارات المناسبة التي تضع حدّاً لمحاولات إشعال الفتنة في عاصمة الجنوب بدعم واضح من جهات خارجية معروفة ومدفوع ثمنها.
والخطير في تحرّك الأسير المشبوه أنه يعمد إلى افتعال قضايا وهميّة لكي يبرّر مواقفه المذهبيّة والفتنوية، ويلجأ إلى التهديد باقتحام مواقع دينيّة في المدينة، وحتى اقتحام مخفر قوى الأمن في حارة صيدا، بعد أن طالبه بالحضور للتحقيق معه بعد لجوئه إلى الاستنفار وجماعته بالسلاح قبل أيام، وكذلك التهديد بالاعتصام وقطع بعض الطرقات الرئيسية في المدينة.
إلا أن تصعيد الأسير لاقى تنديداً واستياءً لدى كل أبناء صيدا وفاعلياتها المختلفة، التي تؤكد أن التصعيد المشبوه يريد أخذ صيدا إلى غير موقعها الوطني المقاوم، وهي التي كانت دائماً بعيدة عن كل أشكال التطرّف والتجييش المذهبي، وهو الأمر الذي حذّر منه أمس رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، وطالب الدولة والحكومة بالتحرك لوضع حدّ لانفلاش السلاح والتسيّب الأمني.
وذكرت معلومات أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر كلّف القوى الأمنية بإبلاغ الأسير بوجوب الحضور إلى دائرته، إلا أن الجواب يكون يومياً «تعذّر إبلاغه».
إجراءات أمنيّة في صيدا
أفيد أن قوى الجيش والأمن الداخلي اتخذت أمس إجراءات أمنيّة في محيط مجمّع فاطمة الزهراء في صيدا وجادة نبيه بري وهي الطريق المؤدية إلى عبرا، وكذلك إلى تلة مار الياس حيث مخفر حارة صيدا الذي أوصل بلاغ استدعاء الأسير من القاضي صقر، إضافة إلى محيط مسجد بلال بن رباح لقطع الطريق على الأسير وأنصاره للقيام بأيّ تحرك نحوهما كما كان هدد سابقاً.
… وقلق في طرابلس
تحرّك الأسير في صيدا، يتزامن مع أجواء قلق في طرابلس في ضوء انفلاش المسلحين و»الشائعات» التي تتحدّث عن قرب انفجار الوضع هناك لأسباب وخلفيات باتت معروفة وتتعلّق بمحاولات بعض الجهات استباحة طرابلس والشمال، لجعله منطقة مفتوحة أمام تحرّك المسلحين إلى سورية، حتى أن مصادر مختلفة تتحدث عن استعداد جهات متطرفة لإقامة «إمارة إسلامية» في المدينة.
مصدر وزاري لـ«البناء»
وعلى خلفية الأحداث الأمنية المتنقلة التي شهدتها البلاد أخيراً وعلى غير مستوى، أكد مصدر وزاري مطلع لـ«البناء» أن الوضع الأمني سيكون البند الرئيس على طاولة مجلس الوزراء اليوم، وأن قرارات على قدر من الأهميّة ستُتخذ لوضع حدّ حازم وصارم لحال الفلتان الأمني الذي تعيشه البلاد ويدفع ثمنه المواطن في عيشه ورزقه.
وإذ أكد المصدر على رفع الغطاء السياسي أمام أيّ حالة أمنية، وفقاً لقرارات سابقة اتخذها مجلس الوزراء، وأعطى خلالها الضوء الأخضر للجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بمهامّهم، أشار إلى أن ما سيصدر اليوم من قرارات، هو نتيجة اتصالات ومشاورات جرت أخيراً وعلى أرفع مستوى، أكد خلالها المعنيّون على ضرورة عدم التساهل أمام أيّ منزلق أمني قد يجرّ البلاد إلى ما لا تُحمد عقباه.