"أتينَ للمال للجهاد وليس للظلم والنكاح" – قصص عن حياة رجال «داعش» ونسائه…
صحيفة السفر اللبنانية ـ
وسام عبد الله:
تحت النقاب الاسود تعيش نساء «داعش» حياتهن، بعيداً عن الاعلام، إلا في حالة العمليات الانتحارية. وخلف اللحية والعباءة والسيف التي تظهر مقاتلاً هوليودياً لا يموت او يهرب، يعيش الكثير من الشباب في المجموعات التكفيرية حالة من الخوف والاستعداد للهرب حين تسنح لهم الفرصة.يصل المقاتل إلى أرض الخلافة متوقعاً أن يجد ما يحلم به من «دولة العدل الإلهية»، لكن الامر لدى الكثيرين يختلف في العديد من المواقف.يوضح مصدر لـ «السفير» حادثة مع احد المقاتلين التونسيين في «داعش» تشبه قصصاً كثيرة تحدث في «أرض الخلافة»، فقد أصيب في ظهره خلال إحدى المعارك في أطراف محافظة الرقة، فنقل إلى المدينة حيث تلقى العلاج في مستشفى الرقة الوطني الذي يشرف عليه طبيب فرنسي من أصول افغانية كان يقاتل في افغانستان. يخرج المسلح من المستشفى إلى المضافة، حيث يبقى فيها عدة أيام من دون أن يسأل عن حاله أو متابعة علاجه المكلف مادياً، فيطلب مقابلة «والي الرقة».
ويضيف المصدر أن المسلح يقوم بمراجعة «المكتب المالي» ليستلم مستحقاته، حيث لم يرد أسمه في الكشوفات المالية، لأن أسمه لم يصل من بلدة المبروكة، ليتم الاتصال مع أحد «المجاهدين» في منطقة المبروكة والطلب منه إخبار «الأمير» بضرورة إرسال كشف باسمه، وبقي على ما هو عليه لعدة أسابيع، وبعد أن وصلت الورقة أخذها ومضى إلى «مكتب الوالي»، لكن «الوالي» طلب إحضار شهود أنه أصيب في المعركة، وأنه كان غازياً لا فاراً أو متقاعسا».
وتابع المصدر «بعد عدة أسابيع يقرر المسلح العودة إلى تونس، فيتم الاتفاق مع مسلح آخر قادم من الاردن تشبه قصته في عدم الاهتمام بصحته وعدم دفع مستحقاته المالية، ويتفقان على الهرب إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا، عن طريق مهاجرين من فرنسا وبريطانيا مستعدين لتقديم المساعدة في الحصول على لجوء إنساني وعلاج مجاني. وبعد التنسيق بين المسلحين وأحد المهربين من بلدة تل أبيض الحدودية، والاتفاق على مبلغ معين، قاموا ببيع سلاحهم وقنابلهم ومخازنهم، وهربا ليلا إلى تركيا، وهناك تيسر لهم الوصول إلى مدينة أزمير التركية، حيث اتجها بزورق صغير إلى اليونان ومنها إلى المانيا ومن ثم فرنسا بالتنسيق مع المجاهدين السابقين هناك».
معظم «نساء داعش» لهن ظروفهن التي دفعت المجموعات التكفيرية التي تعمل على تجنيدهن للاستفادة منها، فهن أرامل ومطلقات ومراهقات. ويشير المصدر إلى انه يتم إعداد الفتيات بشكل منهجي، فيقول «تصبح الفتاة تنظر بحقد إلى السافرات والفاجرات والماجنات، وتقرأ أكثر عن تاريخ الخلافة الإسلامية والنساء اللواتي كان لهن بصمة في رفع راية الجهاد وحض المجاهدين على القتال في سبيل الله، وشيئا فشيئا بدأت ترى نفسها واحدة من الصحابيات».
ويتحدث المصدر عن الحياة التي تمضيها النساء تحت حكم «داعش»، موضحاً «يصل بعضهن إلى منطقة الشدادي جنوب الحسكة، حيث يدخلن مضافة النساء، وتستقبلهن مجاهدة سورية المسؤولة عن المضافة، حيث توزعهن على الغرف المتاحة، مع حصة غذائية ومياه شرب. وفي اليوم التالي تقرأ المشرفة الأسماء ليتم التوزيع. ومن المناطق التي تتجه إليها النساء قاطع الميادين التابع لدير الزور، حيث تتجه للتدريب على السلاح او تهتم بتحضير الطعام للمسلحين».
ويضيف المصدر «مع وصول المجاهدة إلى الميادين برفقة مجاهدة ثانية، تكون المضافة محطتها الأولى، ولا تمضي ساعات حتى تزورها مسؤولة شؤون المجاهدات، التي تخبرها أنها حضرت لها زوجاً لتكون معه وتؤنس وحدته وتشد من أزره».
ويوضح بأن «النساء يتناقلن الاحاديث في الحالة التي تعيشها كل واحدة». ويقول «بدأ يلفت نظر إحدى النساء إلى الحالة السيئة للمضافة وخاصة حال القادمات الجدد، فقد سمعت بعض الأحاديث عن المعاملة السيئة لهن، وخاصة من لديهن أولاد ورفضن الزواج من مجاهدين، وبعضهن تزوجوا أكثر من واحد تباعاً، وبعضهن مللن الحالة، وأنهن جئن للجهاد وليس فقط للنكاح، وسمعت بعض قصص الهروب والانتحار تحت اسم عمليات استشهادية. وتتجه المرأة إلى مكتب شؤون المجاهدات لمعرفة مهمتها الجديدة بعد مقتل زوجها. وإحدى المهمات هي السفر والتنقل بين النقاط الأمامية والحواجز، حيث تتزوج كل يوم مجاهدا حسب القائمة المتفق عليها، ويفتي القاضي الشرعي بأنها تجاهد في سبيل الله وأجرها عظيم بأذن الله، وخاصة بعد أن افتى لها ما يخص العدة الشرعية وأنهن في حرب ضد الكفرة وأن الجهاد واجب قبل كل شيء. وقد يطلبها المسؤول الامني في المنطقة ليعلمها بانه تم اختيارها للقيام بعملية انتحارية، فيخبرها المسؤول الامني أن الله اختارها لتكون ناراً على الكافرين، وأن عمليتها تحددت، وعليها أن تودع أولادها وتستودعهم الله فهو أرحم الراحمين، ويجب أن تتحضر للعملية خلال ساعتين فقط».